مشاهد بريس
أرملة في عقدها الخامس، نال منها الزمن، أفقدها القدر زوجها ومنزلها الذي احترق بالكامل، فاختارت مغادرة قريتها مضطرة واتجهت صوب مركز إسافن، حيث هناك من يمد لها يد العون، ويمنحها قوتها اليومي.
استمرت على حالها واستقرت في مرآب فارغ إلى أن غادرته هو الآخر مكرهة، وعادت إلى افتراش الأرض محتمية بأقواس المنازل المطلة على الطريق الرئيسي بمركز إسافن.
لم يهتم أحد لحالها إلى أن جاءت كورونا ومعها تعليمات من رأس السلطة بعمالة طاطا بأن يجدوا لها حلا، فماذا كان الحل؟
أقامت السلطة المحلية الدنيا ولم تقعدها في سبيل إبعاد السيدة المتشردة عن الأنظار، فقد كان ذلك هو الحل المناسب لها تحت الضغط، فشنت حملة تدعوا فيها معارفها إلى يجدوا لها حلا، وبعد أن لم يفلح ذلك سخرت للأرملة المتشردة من يعيدها مرة أخرى إلى دوارها حيث لا مأوى لها، ونقل كل متاعها بواسطة شاحنة الجماعة بسرعة كبيرة لكي لا تعود إلى المركز وإلى الأنظار مرة أخرى.
الأرملة المتشردة ماتزال على الطريق بدوار تساوت في مرآب خشبي سقفه من قصب لا يحميها لا من حر الصيف ولا من برد الشتاء.
فالمهم لدى السلطة أنها ابتعدت عن الأنظار، في حين ماتزال الأرملة متشردة تنادي وتهيب بممثل السلطة كلما مر عليها في الطريق بأن يجدوا لها مأوى وحلا لحالها التي يرثى لها.