شعيب خميس/ مشاهد بريس
في حادثة أذهلت الرأي العام المغربي، شهدت مدينة تمارة مؤخرًا مأساة إنسانية عميقة، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 24 عامًا على ذبح أمه، ثم حاول الانتحار بالقفز من سطح منزله، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لإنقاذه واحتجازه. الحادثة التي هزت المجتمع تطرح أسئلةً مُقلقة حول العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تدفع بشاب إلى ارتكاب فعلٍ بهذه القسوة، وتفتح الباب أمام نقاش جاد حول الصحة العقلية ودور المجتمع في احتواء الأزمات.
تفاصيل الحادثة:
وفقًا للبيانات الأولية، وقعت الحادثة في حي سكني بتمارة، حيث عُثر على الأم مُقتولة داخل المنزل، فيما كان الابن على سطح المبنى يُهدد بالانتحار. تدخلت فرق الإنقاذ والشرطة بعد إبلاغ الجيران، وتمكنت من إقناعه بالاستسلام بعد مفاوضات استمرت ساعات. أُحيل الشاب إلى التحقيق تحت إشراف النيابة العامة، فيما لا تزال دوافعه المباشرة قيد البحث.
ان مثل هذه الأفعال قد تكون نتيجة اضطرابات نفسية حادة مثل الاكتئاب الذهاني أو انفصام الشخصية، خاصةً مع غياب تشخيص أو علاج سابق. تقارير أولية تُشير إلى أن الشاب لم يكن خاضعًا لمتابعة طبية، مما يلفت الانتباه إلى ثغرات في نظام الرعاية الصحية النفسية بالمغرب.
تعتبر البطالة والفقر عاملين مُحفزين للأزمات الأسرية. في سياق مجتمعي يُعاني فيه الشباب من محدودية الفرص، قد تتفاقم التوترات العائلية إلى مستويات غير متحكم فيها، خاصةً مع غياب حوار بناء داخل الأسرة.
بعض التحليلات تُرجع الحادثة إلى تراكمات من العنف أو الإهمال العائلي، وإن كانت هذه النقطة تحتاج إلى أدلة داعمة. تُظهر دراسات أن العنف الموروث أو المُكتسب داخل الأسرة قد يؤدي إلى انهيار القدرة على ضبط النفس.
فقد أثارت الحادثة صدمةً وحزنًا في أوساط السكان، مع تعبير العديد عن تعاطفهم مع الضحية واستنكارهم للجريمة. كما ناشد نشطاء ومتخصصون على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة تكثيف الحملات التوعوية حول الصحة النفسية، وإطلاق خطوط مساعدة مجانية للشباب المُهددين بالأزمات.
- تساءل البعض عن دور المؤسسات التربوية والدينية في تعزيز قيم الحوار واحترام الحياة.
مأساة تمارة ليست حدثًا معزولًا، بل جرس إنذار لمجتمع يحتاج إلى مراجعة شاملة لسياساته الاجتماعية والصحية. فالحل لا يكمن في العقاب فقط، بل في الوقاية عبر بناء شبكة أمان إنسانية تُحيط بالفرد من الأسرة إلى الدولة. كما قال الطبيب النفسي المغربي د. خالد أمين: “الجنون ليس عارًا.. العار هو ترك المعاناة دون استجابة”.