مشاهد بريس
في لقاء جمع أفرادا من الجالية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، نظمت القنصلية العامة المغربية بنيويورك محاضرة حول “الإعلام الجديد والهويات المرتحلة”.
هذه المحاضرة التي ألقاها سعيد كوبريت، رئيس بيت الصحافة بطنجة عضو المجلس الوطني للصحافة، اهتمت بتوصيف راهن المغرب، في مستوى الدينامية الدبلوماسية، وما تحقق في محيطه الجهوي والإقليمي بفضل معطيات سطرت بالبلاد منذ عشرين سنة.
وقال كوبريت: “هذا المغرب صالح نفسه وذاته من خلال عدالة انتقالية، وسعى من خلال مؤسسات دستورية لتكريس منطوق وفحوى تعاقد المغاربة من خلال الوثيقة الدستورية في 2011”.
واستحضر اللقاء “رهان وخيار المغرب الديمقراطي الذي لا محيد عنه، وهو ما يعكسه المشهد السياسي المغربي، من تدافع لإعطاء الضمانات الحقيقية لمجتمع التغيير والإصلاحات الكبرى”.
كما تطرق المحاضر لراهن الإعلام المغربي في زمن التطورات التكنولوجية، علما أن البلاد خولت “حرية القول والتعبير” منذ ظهير الحريات العامة سنة 1958، مع استحضار “نضالات التمثيليات المهنية، مثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، من أجل تحرير القطاع السمعي البصري، والارتكاز على التعددية في مشهدنا الإعلامي”.
وتحدث كوبريت عن خطاب ملكي كان “انعطافة في تاريخ الإعلام المغربي”، أحدثت بموجبه الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، مع إقرار يوم وطني لأسرة الإعلام والصحافة في 15 نونبر الذي هو يوم الإعلان عن الجائزة الكبرى للصحافة.
واهتمت المحاضرة بتغييرات وتعديلات في القوانين “لتتلاءم واللحظة المغربية”، خاصة القانون الذي أنشئ بموجبه أول تنظيم ذاتي مهني، هو المجلس الوطني للصحافة، وتعديلات قانون الصحافي المهني، وهي “محطات تؤكد العلاقة الواصلة بين الدفاع عن حرية القول والتعبير، مع التأكيد على الجودة والمسؤولية”.
وكان هذا اللقاء فرصة لـ”التذكير بالأزمة التي تعيشها المقاولة الصحافية، خاصة الصحافة الورقية التي كانت تعيش هشاشة ومع الجائحة أفلست العديد من المؤسسات والمنابر، وهو ما حث الدولة للتدخل بشكل لافت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بتمويل الصحافيين بشكل مباشر، لأنه لا يستقيم الحديث عن الديمقراطية من دون إعلام قوي ومستقل يقوم على التنوع والتعددية”.
وتطرق اللقاء إلى “الإعلام الجديد” الذي “يقصر كل الحدود الجغرافية” وما يرافقه من نقاش “الخبر الزائف والمغلوط وتأثيره البالغ على تشكيل رأي عام وطني؛ فالضمانات الحقيقية هي صحافة تقوم على الاستقلالية والحياد والنزاهة والمصداقية، وهي أكبر الرهانات اليوم للمشهد الإعلامي المغربي”.
من بين الضمانات أيضا، “قانون الملاءمة” الذي أصبح معه تسيير مقاولة “قائما على دفتر تحملات، من أجل وقف السيل الجارف من التسيب، ومن التجاوزات لآداب المهنة وأخلاقياتها”.
كما اهتمت المداخلة بـ”المجلس الوطني للصحافة، الذي استطاع في هذه الفترة أن يكون من اللبنات الأساس، وهيأة يعول عليها من أجل ضمان الولوج إلى المعلومة، وضمان حرية الرأي والتعبير بمقوماتها المهنية، وفق شروط المسؤولية والنزاهة”.
وذكّر المحاضر بـ”النضال الكبير للهيئات المهنية، سواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أو هيئات الناشرين، بمعية الوزارة الوصية من أجل ضمانات اجتماعية حقيقية للإعلاميين المغاربة”، حيث سيتم في قادم الأيام “إعلان الاتفاقية الجماعية الجديدة”، المقترحة.
وفي شق “الهويات المرتحلة”، تحدث كوبريت عن “ترجمة مغرب التنوع والتعدد القوي بوحدته”، والهوية “الثابتة بقيم وتاريخ وحضارة البلد التي يحملها المهاجر في وجدانه، والمتغيرة أيضا”.
ونادت المحاضرة بـ”تشكيل المغاربة صوتا واحدا في نيويورك، عاصمة العالم، للترافع من أجل قضايا الوطن”.