مشاهد بريس
هو واحد من أروع القصور التاريخية بمنطقة حاحا ، إنه قصر الشيخ عدي ،الذي تحول مع الوقت من موقع ذو شأن ومزار لكل القبائل إلى مكان يُرثى له ، فمنذ وصولك إلى الموقع تُقابلك الروائح التي لن تستطيع أن تتحملها، فتحول القصر الأثري إلى مطرح تُلقى بداخله القمامة و بقايا مواد البناء، ويتجول بداخله الكلاب والحمير، ليس هذا فحسب، وإنما يأتي للقصر زوار ليلًا ولكنهم زوار “الكيف”، الذين يتخذوا من أطلال القصر المتهالكة مأوى لهم.
وخلال جولتها بالموقع التاريخي بدوار الرياض بجماعة سيدي أحمد أوحامد، رصدت كاميرا “اخبار الصويرة”، مظاهر الإهمال، وبقايا الأدلة على تعاطي المخدرات، دون مراعاة لحرمة موقع تاريخي فريد، يسكنه متعاطي المخدرات ليلًا والكلاب الضالة نهارًا.
وتواصلنا مع عدد من ساكنة المنطقة التي يقع بها القصر الأثري، ليروي “ع ح” تفاصيل ما يتعرض له الموقع قائلا: “كنا نضع أنفسنا حُراسًا على الأثر قبل أن تطاله أيادي العابثين ، التي نهبت كل الآثار الموجودة بداخله “.
وتابع: “كنا نعلم قيمته كآثر لن يأتي مثله في هذه المنطقة وبنفس المساحة ومحافظين عليها حتى أصبح مأوى للغرباء ومتعاطي المخدرات، وتحدثنا مع كثير من المسؤولين لإنقاذه ولكن دون جدوى، وقمنا بالإبلاغ أكثر من مرة عن الحوادث التي تقع به كالشجار بين المتعاطيين على الجرعات المخدرة واطلاق أصوات تُرعب قاطني المنطقة”.
وفي منطقة ليست ببعيدة عن القصر، وتحديدًا أمام منزل في ممر ضيق يتوسطه عمود كهربائي ، تجلس سيدة تجاوزت عقدها الثامن، والتي استعادت ذكريات طفولتها بمجرد أن سألها مرافق “نبض موكادور” عن تاريخ القصر، لتقول في شجن وبلغةأمازيغية لأهالي حاحا ما مفاده : “في طفولتي كان القصر جميل من الخارج، ورغم أنني لم أدخله من قبل، إلا أني متأكدة انه كان أكثر جمالًا من الداخل، وها هو الآن يتحول لوكر لتعاطي المخدرات، ومأوى للغرباء، وسلة كبيرة للقمامة التي نعاني منها، ولم يهتم أحد من المسؤولين عن الآثار حتى الآن”.
ليس هذا القصر الوحيد بالمنطقة الذي يعرف هذا الإهمال بل هنا عدد من القصور والقصبات التي لعبت أدواراً تاريخية وثقافية خلال فترات طويلة من التاريخ المغربي، إلا أنها تعرضت مؤخراً للإهمال والعبث بمحتوياتها حتى صار البعض قريب من الزوال كدار السلطان محمد بن عبدالله بالديابات.
فهل ستتدخل وزارة الثقافة لإحصاء المعالم التاريخية بمنطقة حاحا(دار القايد مبارك،دار القايد انفلوس،دار عبد الله اوبيهي…..) وصيانتها وتسجيلها ضمن التراث الوطني قبل فوات الأوان
منقول
