علال ظلع
يشتكي المركز الاستشفائي الإقليمي بطاطا على مدى خمسة عشر يوما من كل شهر من غياب طبيب جراح لإجراء العمليات الجراحية للمواطنين المتزايدة، الأمر الذي تضطر معه الحالات المرضية الاستعجالية السفر إلى مدينة أكادير لتلقي العلاجات اللازمة وما يتبع ذلك من معاناة مادية وجسدية.
ويرجع سبب هذا الوضع إلى نظام المداومة؛ حيث لا يتوفر المركز الاستشفائي إلا على طبيب جراح واحد يبذل مجهودا رفقة طاقمه الطبي لإجراء العديد من العمليات الجراحية؛ لكن بمجرد استفادة الأخير من فترات رخصه، وغياب طبيب آخر يُعوضه، تعود الأزمة لتُطل من جديد على المرضى وذويهم بسبب ما ينتظرهم من مشقة السفر قرابة 300 كلم إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير، وما يصاحب ذلك من اجراءات ومشقة. وضع يزداد سوءا بسبب النقص الحاد في أطباء الجراحة العامة بالمركز الاستشفائي الإقليمي بطاطا.
مباركة أم في ربيعها الرابع هي إحدى هذه الحالات، التي قادها القدر لخوض غمار تجربة السفر صوب المستشفى الجهوي بأكادير، وهو اختيار أُجبِرت عليه بعد تفاقم حالتها الصحية التي تستدعي إجراء عملية عاجلة لاستئصال ” المصرانة الزايدة”، وبسبب عدم تواجد طبيب بالمركز الاستشفائي يُعوض الجراح الوحيد بالإقليم.
حالة السيدة مباركة ستليها حالات أخرى مشابهة ستضطر للسفر على مضض إلى أكادير، بسبب هذا النقص الحاد الذي يزداد تأزما بسبب استقالة طبيبة جرَّاحة سابقا وعدم تعويضها، لرفض الأطباء العمل بإقليم طاطا النائي.
فاعلون جمعويون عبروا عن امتعاضهم وأسفهم الشديد من توفر طبيب جراح واحد لقرابة 120000 ألف نسمة بإقليم طاطا، وهو ما يُعد اعتداء على الحق الدستوري في صحة جيدة، مُبدين في الوقت ذاته مخاوفهم من حدوث وفيات بسبب هذا الوضع الراهن ونتيجة طول المسافة بين طاطا وأكادير التي تقدر بحوالي 300 كلم، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتقان اجتماعي بذل متدخلون مجهودات من أجل تجويد القطاع الصحي بطاطا، كان آخرها التوقيع على اتفاقية شراكة لبناء قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي .