شعيب خميس/مشاهد بريس
أثارَ عِتابُ السيدِ إبراهيمِ أبوزيد، عاملِ صاحبِ الجلالةِ على عمالةِ إقليمِ سطات، لِمديرٍ إقليميٍّ بِوزارةِ التَّربيةِ الوطنية، خلالَ الدورةِ العاديةِ لِلمجلسِ الإقليميِّ التي عُقِدت يومَ الإثنينِ 13 يناير 2025، جدلاً واسعاً في بعضِ وسائلِ الإعلام. وَقد اعتبرَ بعضُ المُحلِّلين أنَّ المصطلحاتَ التي استخدمها السيدُ العاملُ كانت ماسّةً لِلكرامة. وَلكنَّ هذا التحليلَ يُغفلُ السياقَ وَالمُغزى من هذا العِتاب.
فَالسيدُ العاملُ، وَفي إطارِ مسؤوليتِهِ في متابعةِ مشاريعِ التنميةِ وَالتَّحاسُبِ على إنجازِها، عبّرَ عن استيائهِ منَ التَّماطلِ في إنجازِ مشروعٍ حكوميٍّ مُهمٍّ تمَّت المُصادقةُ عليهِ قبلَ ثماني سنوات. وَهذا العِتاب، مهما كانت صيغتُهُ، يُمثِّلُ مُحاسبةً لِلمسؤولينَ عنَ التَّقصيرِ في واجباتِهم، وَليسَ إهانةً شخصيةً.
وَردّاً على انتقاداتِ الزميلِ الصحفيِّ حميدِ المهداوي، الذي اعتبرَ أنَّ المصطلحاتَ التي استخدمها العاملُ كانت ماسّةً لِلكرامة، يُمكنُ التَّأكيدُ على أنَّ هذهِ المصطلحاتِ تُعتبرُ عباراتٍ عاديةً يُتَفَوَّهُ بها الكثيرُ منَ المغاربةِ في حياتِهمِ اليومية. وهي (الزمر+خرج عليا) وَإنَّ التَّحاسُبَ على التَّقصيرِ في العملِ العامِّ يُعتبرُ أمراً ضرورياً لِضمانِ الشفافيةِ وَالمُساءلة.
وَمنَ الواضحِ أنَّ السيدَ العاملَ كانَ يُعبِّرُ عنَ قلقهِ البالغِ منَ التَّماطلِ في إنجازِ مشروعٍ مُهمٍّ يُساهمُ في التنميةِ وَالتَّحديث. وَإنَّ هذا القلقَ يُشاركُهُ جميعُ المواطنينِ الذين يَتَطَلَّعونَ إلى تَحقيقِ التَّنميةِ وَالرَّقيِّ في جميعِ مُجالاتِ الحياة. وَإنَّ التَّحاسُبَ على التَّقصيرِ يُعتبرُ أداةً مُهمّةً لِضمانِ الفعاليةِ وَالكفاءةِ في العملِ العامِّ، وَليسَ أمراً يستوجبُ الانتقادَ أو الإدانة.
وَفي النهاية، يُمكنُ القَوْلُ إنَّ مُحاسبةَ المسؤولينَ عنَ التَّقصيرِ في واجباتِهم يُعتبرُ أمراً ضرورياً لِضمانِ التَّنميةِ وَالرَّقيِّ، وَأنَّ التَّحاسُبَ ليسَ إهانةً، بل هو أداةٌ مُهمّةٌ لِضمانِ الشفافيةِ وَالمُساءلةِ في العملِ العامِّ.
