مشاهد بريس
تعتبر دار الولادة بجماعة أيت الرخا التابعة لإقليم سيدي إفني، بنية مندمجة تجسد انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الثابت من أجل النهوض بصحة الأم والطفل.
ويهدف هذا المشروع المتواجد على بعد 80 كيلومتر عن مدينة سيدي إفني، إلى تقريب الخدمات الصحية من النساء الحوامل بجماعة أيت الرخا، وتحسين صحة الأمهات والأطفال من المناطق النائية والمعوزة، ورعاية الأطفال حديثي الولادة.
وتعتبر هذه المؤسسة الصحية أحد المرافق من الجيل الجديد التي شرعت في تقديم خدماتها سنة 2023 ، في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية “الدفع بالرأس المال البشري للأجيال الصاعدة”، بهدف ضمان مراقبة أفضل لصحة الأم والمولود ، وتتبع الحمل في شروط آمنة تحت المراقبة الطبية.
وتقدم دار الولادة أيت الرخا لفائدة النساء المستفيدات المنحدرات من جماعة أيت الرخا وجماعة سيدي عبدالله أوبلعيد وأيضا بعض الدواوير بجماعة سبت النابور والقريبة من منطقة أيت الرخا، عدة خدمات منها التحسيس والتوعية الصحية ودعم ومواكبة النساء الحوامل.
وتتكون هذه المنشأة الصحية التي أقيمت على مساحة 250 ، وتطلبت اعتمادات قدرها 2.423.000,00 درهم بتمويل من المبادرة، من عدة مرافق منها 3 قاعات للولادة ، و 3 قاعات لما بعد الولادة، وقاعة للتعقيم، وقاعة للتغذية، وقاعة الانتظار، وقاعة الخبر السعيد، ومستودع، ومرافق صحية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام ، أكد عبد الوهاب عابدين، رئيس مصلحة برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم سيدي إفني، أن مشروع دار الولادة أيت الرخا المنجز في إطار البرنامج الرابع “الدفع بالرأس المال البشري للأجيال الصاعدة”، خاصة في محوره المتعلق بصحة الأم والطفل، يروم العناية بصحة الأم والطفل وخاصة النساء الحوامل في مختلف مراحل الحمل وأيضا مواكبة الأطفال حديثي الولادة، مضيفا أن هذا المشروع يهدف إلى تقريب الخدمات الصحية للمواطنين بالعالم القروي وتحقيق العدالة المجالية في المجال الصحي، وتحسين البنيات التحتية الصحية بالوسط القروي.
وأبرز أن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أولت عناية خاصة بقطاع الصحة على مستوى الإقليم من خلال إنجاز مجموعة من المشاريع، تروم تعميم الخدمات الصحية بمختلف الجماعات الترابية ومنها اقتناء تجهيزات وإحداث بنيات صحية، وتعزيز العرض الصحي عبر دعم الموارد البشرية.
من جهتها، أبرزت أمال إدموسى، ممرضة رئيسية بدار الولادة أيت الرخا، أهمية دار الولادة بأيت الرخا التي تقدم مجموعة من الخدمات منها مواكبة النساء الحوامل منذ المراحل الأولى للحمل إلى غاية فترة الوضع، ومواكبة الأطفال حديثي الولادة من خلال التلقيح من فترة الولادة حتى بلوغهم السن الخامسة، مضيفة أن دار الولادة هاته هي قيمة مضافة بالنسبة لنساء المنطقة اللاتي هن في حاجة ماسة لها من أجل تجنيبهن عناء التنقل إلى مراكز صحية نائية.
وفي تصريحات مماثلة، أشادت مجموعة من نساء المنطقة بإحداث دار للولادة هاته وتقريبها من النساء قصد الاستفادة من خدمات تنظيم الأسرة.
وفي هذا الصدد، صرحت خديجة الكرج، أن قدومها لدار الولادة جاء بناء على موعد تم تحديده مسبقا من أجل القيام بإجراءات تساهم في تنظيم الأسرة، مشيدة أيضا بظروف الاستقبال الجيدة بهذه المؤسسة الصحية.
من جهتها، قالت ماريا الشنكيطي، إنها جاءت إلى دار الولادة لتلقي إرشادات ونصائح بخصوص طريقة تنظيم الأسرة.
ويجسد هذا المشروع، وهو من الجيل الجديد من البنيات الصحية الموجهة لتحسين صحة الأم والمواليد الجدد، الانخراط الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة النهوض بأوضاع المرأة القروية، وتقريب المؤسسات الصحية من النساء القرويات، وتحسين المؤشرات الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية، بهدف تخفيف معاناة هؤلاء النساء في مجال الولوج إلى العلاجات والدواء.