مشاهد بريس
حظي قطاع الصحة بإقليم القنيطرة بدعم خاص من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك ببرمجة وإنجاز 78 مشروعا صحيا في إطار مرحلتها الثالثة (2019-2023)، بغلاف مالي يفوق 31 مليون درهم.
وتهدف هذه المشاريع إلى تحسين الظروف الصحية للمواطنين، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة، حيث همت تهيئة المراكز الصحية بالوسط القروي للإقليم، واقتناء سيارات الإسعاف والوحدات المتنقلة، وكذا اقتناء تجهيزات طبية تقنية لفائدة المراكز الصحية ودور الولادة.
ومن بين تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في القطاع الصحي على مستوى إقليم القنيطرة، العناية بمرضى القصور الكلوي، والنهوض بصحة الأم والطفل، وافتتاح أول مركز جهوي متعدد التخصصات لطب الإدمان.
فقد حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على توفير تجهيزات طبية لمركز تصفية الدم بمستشفى الإدريسي، وهو مشروع يروم توفير خدمات القرب وتحسين الولوج إلى العلاجات لفائدة المرضى المصابين بالقصور الكلوي على مستوى الإقليم.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن بلخرفي، طبيب الكلى بهذا المركز، في تصريح لوسائل الإعلام “إن المركز استفاد مما مجموعه 28 جهازا متطورا مخصصا لحصص غسيل الكلى، ومزودا بخيار قياس الصوديوم، مما يسهل معه، من بين أمور أخرى، مراقبة ضغط الدم”.
وفي ما يتعلق بالعناية بصحة الأم والطفل، تم تزويد وحدة الأطفال حديثي الولادة والخدج بالمستشفى ذاته بمعدات طبية حديثة، حيث أكدت رئيسة هذه الوحدة، الدكتورة فاطمة حتو، في تصريح مماثل، أن “الوحدة تعززت بأجهزة أكثر كفاءة للعلاج الضوئي، وحاضنات لتسهيل نقل الرضع بين مختلف الوحدات، وأجهزة مراقبة متعددة البارامترات، وحقن كهربائية”.
على صعيد آخر، تعززت البنيات الصحية للإقليم بمركز متعدد التخصصات لطب الإدمان، الأول من نوعه في الإقليم، الذي افتتح في 18 ماي 2023، حيث يقدم خدماته لساكنة القنيطرة وسيدي قاسم وسيدي سليمان، وهو المشروع الذي يندرج في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي من بين برامجها دعم الأشخاص في وضعية هشاشة.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة مركز طب الإدمان بالقنيطرة، الدكتورة سناء بومغزل، في تصريح مماثل، أن “هذا المركز يعد الأول من نوعه في القنيطرة، حيث تم افتتاحه السنة الماضية في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لفائدة الأشخاص الذين يعانون من الإدمان السلوكي أو الإدمان على مواد مخدرة”.
وأشارت السيدة بومغزل إلى أن المركز يقدم الدعم عبر فريق من الأخصائيين في طب الإدمان وفي علم النفس وممرضين متخصصين في الصحة العقلية وأخصائيين اجتماعيين، ما يوفر مراقبة طبية واجتماعية، بالإضافة إلى الأنشطة الفردية والجماعية المتاحة للمرضى.
وتسعى المبادرة الوطنية في مرحلتها الثالثة، على الخصوص، إلى تحسين وتجويد العرض الصحي، والمساهمة في تحسن المؤشرات الصحية، وذلك بتركيز تدخلاتها على مجموعة من الإجراءات الرامية إلى تعزيز صحة الأم والطفل، بهدف تحسين ظروف رعاية النساء الحوامل وزيادة الوعي بالممارسات الجيدة في ما يخص الأمومة (الرضاعة الطبيعية والتغذية وغيرها) من أجل تقليص معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
كما أولت المبادرة اهتماما خاصا بالأشخاص الذين يعانون من الأمراض وفي وضعية هشاشة من خلال مبادرات للدعم والمواكبة مع تيسير الولوج إلى العلاجات الملائمة، من قبيل تصفية الدم وإدمان المخدرات ومرضى السرطان الذين يفتقرون إلى الموارد المالية اللازمة لتغطية تكاليف العلاج.
يذكر أن تخليد اليوم العالمي للصحة، الذي يصادف 7 أبريل من كل سنة، يشكل مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمعية مختلف شركائها، من أجل تحسين العرض الصحي، والرقي بالخدمات الصحية المقدمة للمواطن.