مشاهد بريس
يشكل دعم المقاولة الشابة واجهة مهمة للبرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة المضيق الفنيدق لمواكبة الشباب في تحقيق مشاريعهم الذاتية .
وفي هذا السياق ، إنطلقت، يوم أمس الخميس بفضاء مسرح للا عائشة بالمضيق فعاليات المنتدى الإقليمي الثاني للشباب والمقاولة الناشئة، المنظم بتعاون بين عمالة المضيق الفنيدق ومؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة، وذلك بمشاركة عدة فعاليات اقتصادية وجمعوية وشبابية ومسؤولين مؤسساتيين.
ويشكل هذا المنتدى الإقليمي المنظم تحت شعار ” أية رؤية إستشرافية لاستدامة المقاولة الناشئة” فرصة هامة أمام الشباب حاملي المشاريع وباقي الشركاء لتبادل وجهات النظر والتنسيق بين مختلف الفاعلين المعنيين بهذا البرامج لضمان الالتقائية مع باقي برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، بهدف خلق بيئة سليمة تشجع الاستثمار وتثمن وتقيم ما تم تحقيقه في إطار البرنامج المندمج للمبادرات الاقتصادية المندمجة ، الذي يستجيب لتطلعات المقاولات الناشئة من خلال ضمان إلتقائية جميع الفاعلين المؤسساتيين في المنظومة الاقتصادية .
و تروم هذه الفعالية الاقتصادية، الممتدة إلى غاية بعد غد السبت ، الانصات إلى إقتراحات وتحليلات المقاولين الشباب، لأجل الخروج بتوصيات وتوجيهات تتماشى مع أهداف المشروع التنموي الطموح، هذا إلى جانب البحث على برامج جديدة للمواكبة واشراك فرقاء جدد في البرامج المندمجة ، كإدارة الضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمؤسسات البنكية الوطنية .
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل عمالة المضيق الفنيدق ياسين جاري، أن اختيار عنوان النسخة الثانية من هذا المنتدى يهدف بالأساس إلى فتح نقاش مستفيض وجاد حول الآفاق المستقبلية التي يجب تحديدها ووضعها أمام المقاولات المستفيدة من مختلف البرامج التي تم تنزيلها خلال الفترة 2019-2023 ، سواء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات.
وأشار السيد جاري، الى أنه على مدى أربع سنوات تم إحداث وتمويل 500 مقاولة جديدة ناشئة موزعة بين مقاولات ذاتية وشركات وتعاونيات حرفية وإنتاجية تنشط في مختلف المجالات الاقتصادية ذات الوقع الإيجابي على التنمية المحلية من خلال ثلاث برامج مندمجة إنخرط فيها 30 شريكا وخصصت لها اعتمادات مالية بقيمة إجمالية بلغت 30 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 13 مليون درهم بنسبة 44 في المائة ، فيما توزعت باقي المساهمات بين حاملي المشاريع 11.29 مليون درهم ما يمثل 38 في المائة ، والشركاء في الاتفاقيات الإطار المتعلقة ببرامج المبادرات الاقتصادية المندمجة والبرنامج المندمج لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ب 5.42 مليون درهم ، أي بنسبة 18 في المائة.
ودعا المسؤول الترابي جميع الشركاء من إدارات عمومية ومسؤولي المؤسسات البنكية والجمعيات المهنية والمجالس المنتخبة الى نهج كل السبل الكفيلة بتسهيل المساطر لولوج الشباب والمقاولات لمختلف برامج التمويل مع العمل على إحداث شبابيك بجميع مؤسساتها تعنى بتقديم كل التوجيهات والاجابة عن كل الاستفسارات.
وفي هذا السياق ثمن العمل الجاد والمسؤول الذي تقوم به المنصات المحدثة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، التي بلغت 05 منصات ، 03 منها تستهدف الشباب حاملي الأفكار والتي إستقبلت إلى غاية اليوم أكثر من 4 آلاف شابة وشاب لهم الرغبة في الاستفادة من البرامج التي تم تنزيلها على المستوى الإقليمي والجهوي، ومنصتان للاتحاد الوطني لنساء المغرب تعمل على تمويل مشاريع مدرة للدخل.
وفي تصريح لوسائل الإعلام ، أبرز رئيس مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة، منصف الكتاني أن هذا الملتقى تم الحرص على تنظيمه بمناسبة عيد الشباب المجيد لما له من دلالة ومغازي وتعكس الاهتمام المولوي الكبير بقضايا الشباب خاصة .
وأضاف السيد الكتاني أن النسخة الثانية من المنتدى تتوج مسار أربع سنوات من العمل الجاد والمتواصل، الذي أفرز نتائج غير مسبوقة ونموذجية على المستوى الإقليمي، ساهمت في الارتقاء بمؤشرات النجاعة على مستوى الجهة الشمالية ، بحيث بلغت نسبة نجاح المقاولات الناشئة أزيد من 98 في المائة.
وأشار رئيس مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة، الى أن المنتدى الأول مكن من وضع إستراتيجية عمل وخطة ممنهجة أتاحت إنشاء ما يفوق 500 مقاولة صغيرة ومتوسطة في جميع المجالات الاقتصادية موزعة على جميع الجماعات الترابية بعمالة المضيق الفنيدق، مبرزا أن الهدف الأول للمؤسسة هو وضع هيكلة واضحة وآليات مادية ومعنوية للاستقبال والتوجيه والدعم المباشر لحاملي المشاريع.
من جانبه ، أكد رئيس القسم الاجتماعي لعمالة المضيق الفنيدق محمد البرقوقي، أن المنتدى فرصة لمواصلة النقاش، الذي انطلق منذ سنتين بعد النجاح الذي حققه البرنامج المندمج لدعم المبادرات الاقتصادية المندمجة عبر تمويل المقاولات.
وسجل السيد البرقوقي أنه يتم اليوم الحديث عن 500 مقاولة جديدة ناشئة التي استفادت من الدعم القبلي والبعدي وكذلك عن جميع البرامج التمويل ، التي إنطلقت خلال المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشددا أن السؤال المطروح حاليا هو “ماهي الآليات والرؤى الاستشرافية لمواكبة المقاولات الناشئة؟”.
واعتبر في هذا السياق ، أن المنتدى من شأنه طرح مقترحات وبرامج جديدة يمكن تضمينها في البرنامج المندمج الذي يستهدف الشباب والمقاولات الناشئة، ووضع توصيات يمكن رفعها أمام اللجان الجهوية والإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار التفكير في الفترة الزمنية التي تخص ما بعد المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.