مشاهد بريس
أكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أهمية التعاون المتوسطي في بلورة حلول ما بعد كوفيد-19.
وأبرز السيد صديقي الذي ترأس، الخميس الماضي، الاجتماع ال146 لمجلس إدارة المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية، الذي نظم عبر تقنية المناظرة عن بعد، أهمية إعطاء التعاون الثلاثي (جنوب-جنوب-شمال) “مكانته في بلورة حلول ما بعد-19″، مسجلا أن “الفضاء المتوسطي هو ملتقى بين بلدان أوروبا وآسيا وإفريقيا، التي تواجه نفس التحديات في مجالي الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة”.
وذكر بلاغ للمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية، أن رئيس مجلس الإدارة أشار، بهذه المناسبة، إلى أهمية الديناميات والمشاريع الجارية لفائدة التمكين والإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب والنساء، والنظم الغذائية المستدامة، والتدبير المستدام للمناطق الساحلية ومناطق الصيد، التي أصبحت أكثر تكتسي أهمية استراتيجية نظرا للتداعيات السوسيو-اقتصادية للأزمة الصحية.
وفي هذا الصدد، تمت الإشادة، وفقا للبلاغ ذاته، بمبادرة المنصة متعددة الفاعلين حول النظم الغذائية المستدامة التي يسهر عليها المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والاتحاد من أجل المتوسط، والتي تندرج في إطار المبادرة الأممية ”One Planet Network” وفي سياق انعقاد ”قمة 2021 للأمم المتحدة حول النظم الغذائية”.
وأشاد السيد صديقي أيضا بالفاعلين في العالم القروي والفلاحي، الذين يوجدون في الصفوف الأمامية لمواجهة أزمة كوفيد-19، والذين حافظوا على قطاعات أنشطتهم وواصلوا تأمين أمننا الغذائي، وفقا للمصدر ذاته.
وأضاف البلاغ أن رئيس مجلس الإدارة، ووفود الدول الأعضاء، أشادوا كذلك، خلال هذا الاجتماع، بتعبئة الأمين العام ومديري المعاهد لضمان استمرارية خدمة المعاهد في ظل ظروف جيدة، لاسيما بالنسبة للسنة الأكاديمية الجديدة 2020-2021 رغم الجائحة، وذلك بفضل الاستثمارات المنجزة على مستوى رقمنة المحتوى البيداغوجي والتكوينات.
وأضاف المصدر أنه تم في هذا الإطار وضع مخططات للوقاية وإدارة المخاطر من أجل حماية الطلاب والمستخدمين والزوار قدر الإمكان.
وفي نهاية هذا الاجتماع، أكدت الدول الأعضاء في المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية على أهمية هذا المركز بصفته مؤسسة تضمن تعاونا فلاحيا حقيقيا وحوارا متعدد الأطراف في البحر المتوسط، والذي يعتمد من أجل تحقيق أهدافه المحددة، على شراكات معززة مع المنظمات الدولية والإقليمية النشطة في الفضاء المتوسطي، من قبيل منظمة (فاو)، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط.
وهنأ السيد صديقي المندوب الجديد لليونان، كريستوس أفغولاس، الذي شارك لأول مرة في المجلس، بخصوص انتخابه كنائب رئيس مجلس الإدارة، عن طريق التوافق، خلال هذا الاجتماع.
كما رحب الرئيس بالمدير الجديد للمعهد الزراعي المتوسطي بسرقسطة، راوول كوبيس، الأستاذ بقسم الاقتصاد والعلوم الاجتماعية التابع للجامعة متعددة الاختصاصات بفالنسيا.
وتأسس المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية سنة 1962، وهو فاعل أساسي في التكوين والبحث والابتكار في المنطقة المتوسطية، يضم 13 دولة عضو (ألبانيا، الجزائر، مصر، إسبانيا، فرنسا، اليونان، إيطاليا، لبنان، مالطا، المغرب، البرتغال، تونس وتركيا).
ويعتبر المعهد فاعلا محوريا في التعاون متعدد الأطراف في مجالي الفلاحة والصيد المستدامين، والنظم الغذائية، والتنمية الساحلية والقروية. ويتوفر على أربعة معاهد بكل من باري (إيطاليا)، وشانيا (اليونان)، ومونبوليي (فرنسا)، وسرقسطة (إسبانيا)، وأمانة عامة في باريس.