مشاهد بريس
دعا المشاركون في النسخة السادسة من المهرجان الوطني للألعاب التقليدية، السبت الماضي بالسمارة، إلى إنجاز جرد للألعاب التقليدية التي تمارس في مختلف الجهات، لاسيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد المتدخلون، خلال لقاء حول “الألعاب التقليدية ودورها في تنمية سلوك الفرد داخل المجتمع”، على الحاجة إلى جرد هذه الألعاب التقليدية، بهدف المساهمة في الحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي اللامادي.
ودعوا، في هذا السياق، جميع المتدخلين في الشأن الثقافي والرياضي إلى تنظيم مهرجانات موضوعاتية حول مختلف أنواع الألعاب التقليدية، مؤكدين على ضرورة نقلها من جيل إلى جيل لضمان استدامتها.
كما دعوا إلى إنشاء حاضنة أو هيكل مؤسساتي مخصص للألعاب التقليدية، يتولى تدبير هذا التراث الثقافي اللامادي، على المستويين الوطني والإفريقي.
وأعربوا، من جهة أخرى، عن أملهم في أن يساهم هذا المهرجان في جعل مدينة السمارة عاصمة للألعاب التقليدية على المستويين الوطني والإفريقي، داعين جميع الفاعلين الثقافيين والرياضيين إلى النهوض بهذه الألعاب والتعريف بها لدى الأجيال الصاعدة.
وبالنسبة لأستاذ الأنتروبولوجيا والثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، محمد دحمان، فإن الألعاب التقليدية تساهم في بناء شخصية الفرد وتسهيل اندماجه في المجتمع وتسليته، للتخفيف من ضغط الحياة اليومية.
وأوضح السيد دحمان أنه يتم تصنيف الألعاب التقليدية في الأقاليم الجنوبية للمملكة إلى أربع فئات، وهي الألعاب البدنية التي تتطلب قوة جسمانية، وتلك المتعلقة بالوسط البيئي، وأنماط حياة الأفراد.
وأضاف أن هذه الألعاب تصنف، كذلك، على أنها ألعاب ذهنية تعتمد على الذكاء واليقظة الذهنية، وأحيانا على الحيلة، مثل ألعاب الورق و”ضاما”، فيما توجد ألعاب أخرى تم ابتكارها من طرف الأطفال.
من جهته، استعرض الباحث في الألعاب التقليدية، بوزيد الغلى، أنماط وأنظمة العديد من الألعاب التقليدية، مبرزا الدور الذي تضطلع به هذه الألعاب في تنمية سلوك الفرد داخل المجتمع.
وأشار السيد الغلى، وهو أيضا رئيس جمعية “أم ديار” للتراث والألعاب التقليدية بكلميم، إلى أن هذه الألعاب ميّزت شخصية المغاربة وساهمت بالتأكيد في تعزيز ثقافتهم من الطفولة إلى البلوغ.
وذكّر، من جهة أخرى، بأن لجنة التراث في العالم الإسلامي، التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، صادقت، نهاية السنة المنصرمة، على إدراج ثمانية عناصر من التراث اللامادي باسم المملكة المغربية، من بينها اللعبة التقليدية “السيك” وفن فروسية “ماطا”.
ويهدف هذا الحدث الثقافي، المنظم على مدى ثلاثة أيام (من 24 إلى 26 ماي الجاري) من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، بتعاون مع المجالس المنتخبة، وبتنسيق مع جمعية السمارة للألعاب التقليدية، إلى المساهمة في الحفاظ على الألعاب التقليدية باعتبارها تراثا ثقافيا لاماديا، وإرساء دينامية ثقافية ورياضية وسياحية محلية.
وتندرج هذه التظاهرة، المنظمة تحت شعار “الألعاب التقليدية واجهة للتراث الثقافي اللامادي” في إطار تنزيل البرنامج الوطني لمهرجانات الشباب الذي أطلقه القطاع الوصي، بهدف تنمية القدرات الفنية والإبداعية لهذه الفئة.
ويتضمن برنامج هذا الموعد الثقافي تنظيم مسابقات في الألعاب التقليدية، ومعرضا للألعاب التقليدية للفرق المشاركة، فضلا عن أمسيات فنية وعروض فلكلورية.