مشاهد بريس
على الرغم من أن الإشارات الحكومية كانت تؤكد على انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس “كوفيد 19” قبل نهاية 2020، فإنه انطلقت السنة الجديدة دون أية إشارات تدل على بداية تلك الحملة.
الأطر الطبية أعلنت عن تعبها من عملية محاكاة التلقيح التي تم إطلاقها في وقت سابق، دون أي إطلاق فعلي للحملة الوطنية المنتظرة؛ وهو ما يبدد مجهوداتهم دون أية فائدة.
حمزة إبراهيمي، المسؤول النقابي بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، قال إن المغاربة قاطبة ينتظرون على أحر من الجمر الإعلان الرسمي عن انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس “كورونا” المستجد التي أسالت من المداد الكثير وأضحت تشكل مرتعا خصبا للشائعات، خاصة أمام التواصل المحدود الذي اعتمده وزارة الصحة لطمأنة وإشراك الرأي العام الوطني”.
وقال المسؤول النقابي بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، في تصريح له ، إن “جميع الترتيبات التقنية واللوجستيكية والموارد البشرية جاهزة، وقد أعياها كثرة حصص المحاكاة وتقليد عملية التلقيح من ألفها إلى يائها التي وصلت إلى ثلاث عمليات المحاكاة في ظرف أسبوعين، دونما الهاجس اليومي الذي أضحى حاضرا بقوة لدى جميع الأطر الصحية من أجل إنجاح حملة التلقيح ومرورها في أحسن الظروف المتاحة”.
وضرب إبراهيمي مثالين للتبسيط للمواطنين، قائلا إنه “ينطبق على حالة الانتظارية التي نعيشها اليوم مثلين مغربيين دارجين لدينا جميعا أولهما: سبق الفرح بالليلة، أما الثاني: شرا الحوت فالبحر”.
وأضاف قائلا: “الحكومة أعلنت عن اقتناء اللقاح، سواء الصيني أو البريطاني، بمدة طويلة جدا حتى قبل أن يحصلا على الترخيص النهائي للتسويق من طرف بلد المنشأ. وقد أدى ذلك إلى فتح نقاش عمومي حول اللقاحين ودورهما ونجاعتهما دون مواكبة رسمية”.
وتابع المسؤول النقابي: “غدت وزارة الصحة حالة الانتظارية بتصريحات مسؤوليها عن اقتراب موعد إطلاق الحملة وضرورة انخراط الجميع؛ لكن دون الكشف المحدد على المراحل العلمية والتقنية الدقيقة جدا التي يتبعها اللقاح السماح بتسويقه، سواء من طرف سلطات الدولة المصنعة أو السلطات الصحية المغربية واللجنة العلمية”.
وأكد إبراهيمي أنه “لا أحد يعلم هل وصل اللقاح إلى المغرب أم لا، أمام غياب سياسة تواصلية حقيقية من لدن القائمين على الشأن الصحي؛ لكن المؤكد أن اللجنة العلمية المغربية ومن خلالها مديرية الأدوية والصيدلية بوزارة الصحة منكبة على المصادقة ومنح الترخيص لتسويق لقاحي أسترازنيكا البريطاني وسينوفارم الصيني، التي تعتبر الحلقة الأساسية للسماح اللقاحين للمغرب، ومن ثمّ بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19”.