مشاهد بريس
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اليوم السبت عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة “محطات براكة” للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات ( وام ) اليوم أن هذا الإنجاز يعد الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
ولفتت الوكالة إلى أن شركة نواة للطاقة، التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية /كيبكو/، منذ تسلمها رخصة تشغيل المحطة الأولى في براكة من الهيئة الإتحادية للرقابة النووية في فبراير الماضي، وإتمام تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة في مارس 2020، بدأت في تنفيذ برنامج إختبارات شامل وبشكل آمن وصولاً إلى نجاحها في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
ووفق الوكالة، تتمثل عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، في إنتاج الحرارة داخل المفاعل للمرة الأولى بشكل آمن من أجل توليد البخار الذي يعمل بدوره على دوران التوربين لإنتاج الكهرباء، حيث ركز خبراء فريق تشغيل المفاعلات المعتمد في “نواة” على التحكم الآمن بهذه العملية وكذلك التحكم بمستوى الطاقة الناتجة عن المفاعل.
ولفتت الوكالة إلى أنه بعد عدة إختبارات ستكون المحطة الأولى جاهزة للربط مع شبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة وإنتاج أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة للمنازل والقطاعات التجارية في الدولة.
وأشارت إلى أن كافة الإختبارات هذه تمت تحت إشراف الهيئة الإتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة للأنشطة النووية في الدولة، وبعد إتمام مراجعة ما قبل بداية التشغيل للمحطة الأولى من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين في يناير الماضي، وقبيل الحصول على رخصة تشغيل، والتي أكدت أن المحطة ملتزمة بأفضل معايير الأداء في قطاع الطاقة النووية.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: “بلا شك تعد هذه لحظة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أتت تتويجاً لأكثر من عقد من الرؤية الطموحة والتخطيط الإستراتيجي والإدارة المحكمة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي”.
ولفت إلى أنه بالرغم من التحديات الحالية التي تواجه العالم، أظهرت فرق العمل لديهم قدراً كبيراً ومميزاً من المرونة والإلتزام بإنجاز المحطة الأولى بأمان تام، مضيفا :”نقترب خطوة أخرى من تحقيق هدفنا الخاص بتوفير ربع إحتياجات الدولة من الكهرباء، وتعزيز مسيرة النمو والتطور لمستقبل الدولة بإستخدام طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وخالية من الإنبعاثات”.
وتابع بأن محطات براكة للطاقة النووية أصبحت محركاً للنمو في دولة الإمارات، حيث ستنتج المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل 25 بالمئة من الكهرباء الخالية من الإنبعاثات الكربونية في الدولة، إلى جانب دعم التنوع الإقتصادي من خلال توفير آلاف الوظائف المجزية عبر تطوير قطاع مستدام للطاقة النووية وسلسلة إمداد محلية”.
وتقول الوكالة إنه بهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي ورقم 33 على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة، حيث تساهم محطات براكة بشكل كبير في جهود الدولة الخاصة بتوفير الطاقة الكهربائية بالتزامن مع خفض الإنبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء.
ولفتت إلى أنه عند التشغيل بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الإنبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت حديثاً عن إكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية في براكة وتسليم المحطة لشركة نواة للطاقة تمهيداً لبدء مرحلة الإستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، فيما وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 بالمئة .