عيسی هبولة/ مشاهد بريس
قال الكاتب”حميد فيخار”، وهو أستاذ لمادة اللغة العربية بمدينة القنيطرة، إن عالَم الاستخبارات فصُولهُ في الكواليس لا يعلمها إلا الراسخون في الميدان بين شرق وغرب و ” خاشقجي ” كان عضوا نشيطا في الاستخبارات السعودية عمل في بريطانيا لسنوات بعد العودة من أفغانستان، وكانت جعبته مليئة بأسرار الدولة مما جعل السلطات السعودية تتوجس من اختطافه من قبل المخابرات الإيرانية أو المليشيات الحوتية اليمنية وتوظيفه للضغط عليها انطلاقا من العُلبة السوداء التي يملكها ؛ فكانت السعودية مُجبرة على أن تجعل حدا للعميل السابق “خاشقجي “وفعلا كانت النية الاختطاف وفرض الإقامة الجبرية عليه بالسعودية.
وهذا مايفسر الكم الهائل من أعضاء الكتيبة التي حطت بتركيا وعددها خمسة عشر مدججين بسيارات تحجب ما بداخلها ولم تكن النية في القتل ولو كان الأمر بهذا الشكل لفعلته الاستخبارات السعودية بتجنيد شخص ” مافيوزي ” أجير يقوم بالمهمة وتنتهي القضية على غير ما انتهت اليه الآن !!.
لكن الأمور عرفت منحا آخر وغير متوقع لكتيبة الاختطاف والترحيل ! فكانت التصفية بشكل مريب إستغلته الاستخبارات التركية لتصفية حسابات مع عدوها اللذوذ محمد بن سلمان، والذي تتهمه الى جانب الاستخبارات الايماراتية بتدبير الانقلاب الفاشل بتركيا ناهيك عن الامتيازات التي ستجنيها تركيا اقتصاديا، وكيف لا وهي تملك صورا وڤديوهات تورط القيادة العليا في السعودية ،
فهناك عداء قديم ومستمر بين تركيا والسعودية في العالم الإسلامي.
الأتراك لا يثقون بالسعوديين، وأعتقد أن لديهم العديد من أجهزة المراقبة على هذه القنصلية، على الدخول والخروج، وبالداخل أيضا، ومن المحتمل أنها مراقبة بالفيديو ؛ الأتراك متطورون جدا في هذا الأمرحسب خبراء أمريكيين وهم يتجسسون على العديد من القنصليات والسفارات ببلدهم تركيا ولكن لايعترفون بذلك ويعلقون شماعتهم على الساعة الذكية التي كانت في يد “خاشقجي ” ولعل تشبت الأتراك بالوصول إلى التسجيلات عبر ساعة القتيل هي محاولة تغطية تجسسهم على القنصلية السعودية في إسطنبول .
أما دولة قطر ترى في الحدث الضربة القاسمة لمن هندسوا الحصار عليها و قناتها الجزيرة لا تعرف الآن غير موضوع القتل الفضيع لخاشقجي في إشارة واضحة للشماتة ورد الكيل ….
إن تركيا لحد الآن تملك مفاتيح الخروج من الأزمة بأقل الخسائر بالنسبة للجانب السعودي وطبعا هناك ضغوط على تركيا من القيادة الأمريكية لتمرير الأزمة وأعطاء سيناريوهات جديدة مفبركة ومفتعلة و غير حقيقية لاقناع الرأي العام وإسكات الصوت الصحفي العالمي خاصة الواشنطن بوست.
إنه عالم القذارة السياسة والاستخباراتية ! فليس هناك ما يطبلون من شأنه لحقوق الانسان فالمصالح الاقتصادية والجيوسياسية فوق كل اعتبار وخاشقجي ليس الأول أو الأخير الذي أُخمد صوته، فالعالم نشيط بمثل هكذا اغتيالات، والآتي سيفسر بجلاء ماتفضلت به والأيام بيننا .
