
بقلم: المحجوب زضيضات
(هذا المقال يُعبّر عن وجهة نظر شخصية، الغاية منه دعوة صريحة للإصلاح وليس الهدم)
في كل موسم سياسي، نرى من يُتقن لعبة التقمص: الكهلُ الشائب، الشابُ الذي يظهر في الصورة فجأة، وحتى الشابةُ التي ترفع شعار التغيير… يتقدمون للواجهة متحدثين باسم المواطن، حاملين لواء الوعود، في حين أن الواقع لا يذكر لهم أثراً في العمل السياسي، لا قبل الانتخابات ولا بعدها.
هم بارعون في تقديم الخطاب، لا في الممارسة. حضورهم محدود، وغاياتهم واضحة: تحقيق مكاسب شخصية، مادية ومعنوية، على حساب انتظارات المواطنين. خطابهم منمق، ووعودهم سخية، لكن المردودية؟ منعدمة.
الشباب المغربي، حين يحصل على شواهده العليا ويبدأ مسيرة البحث عن مكان في هذا المشهد، يُصدم بحائط الواقع. لا فرص، لا بوابات مفتوحة، فقط أسماء متكررة ومقاعد محتكرة. ومع ذلك، نؤمن أن في هذا الوطن كفاءات صادقة، منهم موظفون داخل الدولة، وأشخاص لا نراهم في المنابر، لكن كلماتهم على منصات التواصل كانت أبلغ من كل الخطب، وبعضهم ترك أثراً بتدوينة، أكثر مما تركه سياسي في دورة كاملة.
نحن لسنا ضد “السرقة” الرمزية للأفكار الجميلة، بل نلوم التأخير في تنفيذها. نُصفق لمن أنجز، ونُعاتب من يعرقل. نرفض المتاجرة في الصفقات العمومية، ونستنكر ازدواجية المعايير: حيث يُحاسب المواطن البسيط بأشد العقوبات، ويُترك السياسي المُقصّر دون مساءلة.
هذا المقال ليس هجوماً، بل كشفٌ لواقع نعيشه. نحن لا نحقد، ولا نُخاصم، بل نُسامح، ونطلب الهداية لكل من غيّب ضميره. فقط، لن نتوقف عن المشاركة، ولا عن محاولة الإصلاح من الداخل، لا طمعاً في مال، بل طمعاً في وطن يستحق أن نحبه بصدق.
وفي الختام، أوجه رسالتي لكل حزب، ولكل مواطن:
كفانا وجوهاً تُتقن الكلام وتفشل في العمل. آن الأوان لترشيح شباب يُشبهونا، يعيشون معنا، يفكرون بلغتنا، ويؤمنون بأن السياسة مسؤولية لا غنيمة.
الرسالة وصلت، ومن شعر أنها تعنيه… فليعتبرها فرصة، لا اتهاماً. لعل التغيير يبدأ من لحظة صدق.
الخِتام:
“نحن لا نكتب لنُعجب، بل لنُوقظ. لا نصرخ لنُسمع، بل لنُغيّر.
فإن لم يكن اليوم، فغداً… نحن نزرع.