مشاهد بريس
أثارت جودة الأبقار المستوردة من البرازيل منذ أسبوعين جدلا واسعا وتساؤلات لدى جمعيات حقوقية وجمعيات حماية المستهلك، بل وصل هذا الجدل إلى البرلمان ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تعالت المطالب للجهة المسؤولة بضرورة طمأنة المستهلك المحلي حول جودة رؤوس الابقار المستوردة واستيفائها للشروط الصحية.
الخبر أوردته « مصادر إعلامية » في عددها الصادر ليوم الأربعاء 5 مارس 2023، مشيرة نقلا عن بلاغ للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، قالت فيه إنها تابعت وصول شحنة متكونة من 2800 رأس من الابقار المخصصة للذبح المستوردة من البرازيل إلى ميناء الجرف الأصفر (الجديدة)، موضحة في هذا الخصوص، أن وصول هذه الشحنة يأتي تزامنا مع إعلان وزارة الزراعة البرازيلية بداية مارس 2023 أن إيران والأردن وتايلاند وروسيا أوقفوا مؤقتاً استيراد لحوم الأبقار من البلاد بينما تحقق السلطات في حالة إصابة بجنون البقر من ولاية بارا، حسب بيان رسمي أرسل إلى وكالات الأنباء العالمية.
وأشارت الهيئة الحقوقية إلى أن البرازيل نفسها أوقفت صادرات لحوم البقر إلى الصين للوفاء بشروط اتفاقية تجارة بينهما، حيث لازالت البرازيل تحقق في حالة إصابة باعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (جنون البقر) رصدت لدى حيوان ذكر يبلغ من العمر تسع سنوات من ولاية بارا.
وانتقدت الرابطة، تقولدات المصادر، ما وصفته بالاستهتار بالصحة العامة للمواطنين من أجل مصالح جهات لا يهمها إلا الربح المادي، مطالبة بعزل كل الأبقار المستوردة من البرازيل عن الأبقار المحلية، ووقف كل استعمال لها لدى المواطنين إلى حين القيام بتحقيق برلماني أو قضائي في الموضوع بإشراك الخبراء والجمعيات والنقابات المهتمة.
وعلى المستوى البرلماني، ساءلت عضو الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلهام الساقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن جودة رؤوس الأبقار المستوردة للسوق المغربي.
وقالت البرلمانية إنه « في إطار التدابير المستعجلة التي باشرتها الحكومة لتعزيز السوق الوطنية بما يكفي من المواد الأساسية، وفي ظل ما عرفته أثمان اللحوم الحمراء من ارتفاع لا يتناسب ومحدودية القدرة الشرائية للكثير من المواطنات والمواطنين عملت الحكومة على استيراد ما مجموعة 3890 رأسا من الأبقار منذ 3 فبراير 2023. وطالبت البرلمانية من الوزير الكشف عن « جودة رؤوس الأبقار المستوردة لتزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء ».
وردا على هذه الانتقادات، قال مصطفى بايتاس الوزير الناطق باسم الحكومة بخصوص شحنة الأبقار التي وصلت إلى المغرب إن « جميع الابقار المستوردة يتم افتحاصها مخبريا قبل دخولها إلى المغرب، ويتم التأكد من سلامتها، مبرزا أن هذه العملية لا تقبل التساهل »، مضيفا بأن جميع المنتجات التي يتم استيرادها هي منتجات مطابقة للجودة وتخضع لمستويات متعددة من الرقابة والاختبار.
وأكد بايتاس أن الحكومة ستستمر في العمل من أجل عودة الأسعار إلى مستوى « معقول وطبيعي ».
ويأتي هذا في ظل ما أثارته الأبقار التي استوردها المغرب مؤخرا من البرازيل للمواجهة موجة الغلاء غير المسبوق في أثمان اللحوم، والتي تعدت 100 درهم للكيلوغرام الواحد، (أثارته) من جدل وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماع، حيث ذهب غالبية المتفاعلين الذين تناقلوا صورا لهذه الابقار المستوردة، إلى كونها من نوع الجاموس وأنها قد تشكل خطرا على صحة المغاربة.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة الدار البيضاء وحدها استوردت خلال شهر مارس الماضي، 4.529 رأسا من مقابل 1919 رأسا من الأبقار تم استيرادها خلال شهر فبراير الماضي.
وأعلنت المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الدار البيضاء – سطات، في بلاغ لها، أن هذه العملية تروم إلى شد الخصاص ودعم استقرار أسعار اللحوم بالجملة والتقسيط / تبعاً للمرسوم رقم 2-23-47 الصادر بـ 27 يناير 2023 المتعلق بالإعفاء ووقف فرض رسوم الجمركية، على استيراد الأبقار الأليفة من سلالات إنتاج اللحوم المعدة للذبح إلى غاية 31 دجنبر 2023.
كما تمت الإشارة إلى أن هذا الإجراء يرمي إلى تبديد الصعوبات تواجه المستوردين المغاربة وضمان تموين السوق الوطنية بالأبقار المعدة للذبح وضمان تموين عادي للأسواق المحلية من لحوم الأبقار، ثم تخفيض أسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية واستقرار ثمنها وتوفير المنتوج بسعر أقل. كما يهدف هذا الإجراء إلى مواجهة كل أشكال المضاربة والوساطة في سلاسل تسويق اللحوم الحمراء والحفاظ على الأبقار المحلية من أجل إعادة التوازن لسلسلة القطيع الوطني.
