مشاهد بريس
ككل سنة، تتكرر مشاهد رمي المخلفات في رمال الشواطئ وتلويث مياه البحر، عن قصد أو بدون قصد؛ الأمر الذي يفسد فرحة موسم الاصطياف، الذي يحلّ هذه السنة في ظروف استثنائية مترتبة عن تفشي فيروس “كورونا” المستجد في المملكة.
وبمجرد إعلان الحكومة عن التخفيف التدريجي للحجر الصحي في أغلب مناطق البلاد، سارعت أغلب الأسر إلى الاستمتاع بعطلتها الصيفية في المدن الساحلية؛ وهو ما أدى إلى ازدحام الشواطئ بالمصطافين، رغم التداعيات الصحية للوباء.
وفي خضمّ “موسم الهجرة إلى الشواطئ”، ارتفعت كميات النفايات في الرمال الشاطئية؛ ما أثار استياء كثير من النشطاء الذين تداولوا عبر المنصات الاجتماعية صوراً توثّق لمظاهر التلوث، مطالبين المواطنين بالحرص على نظافة الشواطئ، خاصة أن حملات التحسيس الصيفية تغيب هذه السنة بسبب الأزمة الصحية.
وفي هذا الصدد، قال يوسف بلوردة، رئيس المكتب المركزي للجمعية المغربية لحماية البيئة والتنمية المستدامة، إنه “قبل حلول أزمة فيروس كورونا المستجد، كانت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بمعية جمعيات المجتمع المدني، تنظم حملات تحسيسية في فصل الصيف لفائدة المصطافين في مختلف الشواطئ”.
وأضاف بلوردة، في تصريح له أن “حملات التحسيس والتوعية، التي كان يُختار لها شعار “شواطئ نظيفة”، تنخرط فيها الجمعيات المدنية، قصد تنظيف الشواطئ بشكل قبلي، ثم يعقبها التحسيس طوال فترة زيارة المصطافين”.
وأوضح الناشط البيئي أن “صيف 2020 استثنائي في الحقيقة، لأن حالة الطوارئ الصحية المفروضة على بلادنا حالت دون تنظيم المبادرة هذه السنة؛ ما جعل المواطنين يقصدون الشواطئ الكائنة في منطقة التخفيف الأولى دون مواكبة من قبل الجمعيات النشطة في المجال، نظرا لغياب وسائل العمل”.
وتابع محدثنا بالقول: “صحيح، هناك سلوكات فردية تخص المواطنين، من خلال عدم وضع الأزبال في الأماكن المخصصة لها، ما مرده إلى غياب التربية البيئية، حيث نحاول التركيز على هذه التيمة بشكل كبير للغاية؛ وهو ما تقوم به الوزارة الوصية على القطاع كذلك”.
وختم المصرح للجريدة مسترسلا: “التربية البيئية الموجهة إلى الناشئة الجديدة تهدف إلى تكوين جيل واع بأهمية الحفاظ على البيئة وقيم التنمية المستدامة، لأن الناشئة هي ركيزة الأجيال المستقبلية، بينما تصعب مأمورية المهمة لدى كبار السن بسبب غياب قناعة النظافة في الشواطئ، لأن المسألة تكون موسمية فقط”.