حط المشاركون في الدورة الـ 38 للحاق الجوي “تولوز/سان لوي بالسنغال” الرحال، مساء أمس الأربعاء، بمدينة الداخلة، قبل أن يستأنفوا اليوم الخميس رحلتهم إلى نواذيبو في موريتانيا، ومنها إلى سان لوي بالسنغال.
ويعرف هذا اللحاق الجوي، المنظم خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 30 شتنبر الجاري، بمبادرة من مؤسسة Association Air Aventures، وبدعم من منطقة Occitanie-Midi-Pyrénées وبلدية تولوز، وبشراكة مع مؤسسة أنطوان سان إكزوبيري، مشاركة 26 فريقا يمثلون سبع جنسيات، هي فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة وبلجيكا والبيرو.
وانطلقت هذه المسابقة الرياضية رفيعة المستوى في عالم الطيران، والأطول من نوعها في العالم، من مدينة تولوز للتوجه، على التوالي، نحو أليكانتي، وتطوان، والدار البيضاء، وأكادير، وطرفاية، والعيون، والداخلة، على أن تتوجه الطائرات المشاركة فيه نحو محطة نواذيبو (موريتانيا)، ومنها إلى محطة الوصول في مدينة سان لوي (السنغال) يوم 22 شتنبر الجاري.
وقال رئيس اللحاق، جان جاك غالي، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المشاركين مروا بلحظات رائعة خلال الرحلة، مشيرا إلى أن اللحاق جرى في ظروف مناخية مواتية.
وأشاد السيد غالي، الذي شارك في 32 لحاقا من أصل 38، بالترحيب الحار الذي خصص للمشاركين في الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن هذا اللحاق يخلد تاريخ البريد الجوي وخطوط “لاتيكوير” منذ سنة 1925.
من جهته، أكد السيد تييري سينتوس، عضو اللجنة المنظمة، أن الطيارين سيقطعون ما يقرب من 10 آلاف كيلومتر خلال أسبوعين، بسرعة تتراوح ما بين 240 و300 كيلومتر في الساعة، مع التوقف في المدن التاريخية لهذا الخط الأسطوري.
وقد أتيحت الفرصة لـ 26 طائرة وطواقمها (حوالي 70 شخصا في المجموع) للاستمتاع مرة أخرى بهذه المغامرة الجوية الفريدة، على خطى رواد البريد الجوي.
ويعد “تولوز/سان لوي”، أقدم لحاق جوي منتظم في العالم، معترفا به من طرف الاتحاد الدولي للملاحة الجوية، ومفتوحا لجميع الطيارين من كل البلدان، من خلال أطقم تتكون شخصين اثنين أو أكثر، ينبغي أن يتوفر واحد منهم على 250 ساعة طيران على الأقل.
ويكرم هذا اللحاق، الذي تأسس في 1983، رواد الشركة العامة للبريد الجوي (كالكاتب والطيار أنطوان دي سان إكزوبيري، وميرموز، ودورات، وغيلوميت)، الذين غادروا تولوز-مونتودران لتسليم البريد في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، من خلال اتباع الخط الذي رسمه الطيار الفرنسي بيير جورج لاتيكوير خلال الفترة مابين 1918 و1925.