مشاهد بريس
أعطيت يوم أمس السبت بالرباط، الإنطلاقة الرسمية لمشروع “الرياضة: رافعة للاندماج المدرسي للتلميذات والتلاميذ المصابين بالتوحد في المغرب”، بمبادرة من تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، بشراكة مع سفارة فرنسا بالرباط.
ويركز التحالف من خلال هذا المشروع على تعزيز حقوق المصابين بالتوحد، وتعزيز إندماجهم داخل المؤسسات التعليمية والتربوية والمجتمعية، في مجالات مختلفة من بينها، التعليم والثقافة والرياضة والتكوين والتوظيف.
ويهدف المشروع إلى تحسين جودة تعليم التلاميذ المصابين بالتوحد بالمغرب، وتفعيل السياسات المتعلقة بالتعليم الدامج لذوي الإعاقة في البيئة المدرسية.
ويعتبر التحالف أن الممارسة الرياضية لا تعتبر فقط رافعة لإعادة التأهيل والادماج الاجتماعي، بل تمثل أيض ا أداة لزيادة الوعي والتعبئة بشان حقوق الأشخاص التوحديين، ويهدف التحالف من خلال هذا المشروع إلى تيسير ولوج هذه الفئة من المجتمع لمختلف الرياضات من خلال تطوير نموذج مغربي مبتكر في مجال الرياضة يتلاءم مع خصوصيات التوحديين، وكذا تعزيز اندماجهم من خلال إبراز مؤهلات رياضيين شباب قادرين على تمثيل أنفسهم.
وخلال الندوة التقديمية للمشروع، قالت رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، عفاف عفان عاجي، “إن هذا المشروع ينطلق بشراكة مع سفارة فرنسا بالرباط و بتعاون مع جمعيتين من التحالف، هما جمعية “يحيى” بتطوان، وجمعية “الملاك”بالجديدة، من أجل تمتيع التلاميذ التوحديين بحقوقهم الكاملة في المجال الرياضي”.
وأكدت أن الهدف هو “دمجهم في محيطهم المدرسي والمساهمة في تنزيل السياسات العمومية في مجال التربية الدامجة”، مشددة على أنه ليس مشروع ا مناسباتيا، وإنما ينطلق من قناعات التحالف منذ تأسيسه بالدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي التوحد في الممارسة الرياضية، لأن الرياضة بالنسبة لهم هي وسيلة لتأهيلهم وتطوير قدراتهم وتيسير اندماجهم في المجتمع”.
وأضافت في نفس السياق، أنه عند الترافع عن حقوق التلاميذ التوحديين في ممارسة الرياضة، “نستهدف محاربة السلوكيات النمطية وتطوير قدرات هذه الفئة على مستوى التواصل والتفاعل الاجتماعي”. وأبرزت “أن اطلاق هذا المشروع يمثل مناسبة لطرح العديد من الإشكاليات حول التدابير التي يجب اتخاذها من أجل استقبال الأشخاص التوحديين، والترتيبات التي يجب القيام بها.
بدورها، أشارت هدى الكاميلي ، أستاذة مكونة في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين،”أن هذه الندوة التقديمية للمشروع هي مناسبة للحديث عن أهمية التربية البدنية والممارسة الرياضية بصفة عامة بالنسبة للتلاميذ المصابين بالتوحد.
ومن هذا المنطلق، تضيف السيدة الكاميلي، “يمكننا التطرق من جوانب متعددة لأهمية الرياضة بالنسبة لهذه الفئة، لكونها تمكنهم من اكتشاف قدراتهم، وكذلك انخراط فعال في المؤسسات التعليمية.
واعتبرت أن الممارسة الرياضية،”جزء لا يتجزأ من الإطار التربوي”، وبالتالي ستمكنهم من القيام بأدوارهم داخل فضاءهم المجتمعي والأسري.
يشار إلى أن تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، قام من خلال هذا المشروع بتطوير دليل حول الرياضة يتلاءم مع حاجيات الأشخاص المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى تدريب أساتذة التربية البدنية والرياضية وفق منهج “رياضة مكيفة”، ودورات تكوينية لفائدة مؤسسات وأسر وتلاميذ مصابين بالتوحد.