مشاهد بريس
شهدت أقاليم جهة بني ملال خنيفرة ، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، تعزيزا مطردا لمشاريع البنيات التحتية الاجتماعية، بفضل التعاون والتنسيق المثمر بين مختلف الشركاء والمتدخلين في القطاع الاجتماعي، وذلك وفق معطيات لولاية الجهة.
وحسب هذه المعطيات، التي قدمت خلال اللقاءات التشاورية الجهوية حول استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في محطتها الثامنة التي عقدت أمس الجمعة ببني ملال ، “فقد بذلت خلال هذه السنوات جهود كبيرة ومحمودة ، بهدف الرفع من مؤشرات التنمية البشرية” بالجهة، خاصة من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة، ومحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
وأبرزت المعطيات المذكورة أنه بفضل التنسيق والتعاون المثمِر بين مؤسسات التعاون الوطني واللجن المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالجهة، تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاق مرحلتها الثالثة من بناء وتأهيل وتجهيز 40 دار للطالب ودار للطالبة، بمبلغ مالي تجاوز 35 مليون درهم.
في نفس السياق، أشرفت على بناء وتأهيل وتجهيز 16 مؤسسة للرعاية الاجتماعية (دور المسنين، ومراكز إيواء الأشخاص بدون مأوى، ومراكز الأطفال المتخلى عنهم)، موزعة على أقاليم الجهة بطاقة استيعابية تصل إلى 540 مستفيدة ومستفيد، علاوة على 08 مراكز استقبال ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة؛ و06 فضاءات متعددة الوظائف للنساء، بطاقة استيعابية تصل إلى 500 مستفيدة؛ و05 مراكز المواكبة لحماية الطفولة.
وبلغ عدد مراكز التربية والتكوين والمركبات الاجتماعية الخاصة بالتكوين والتأهيل، 125 مركزا ومركبا، يستفيد منها حوالي 4360 من النساء، والشباب بمختلف أقاليم الجهة، بالإضافة إلى 06 مراكز للمساعدة الاجتماعية، و17 مركز لدعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة و05 أقسام دامجة بالمؤسسات التعليمية العمومية بالجهة.
ونظرا لأهميته الكبيرة في تنمية العنصر البشري، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أكدت دعمها لجهود النهوض بالتعليم الأولي بهذه الجهة، حيث تم برسم موسم 2020-2021، بناء 261 وحدة ، وإعادة تأهيل 109 وحدة للتعليم الأولي، إضافة إلى تقديم حوالي 07 ملايين درهم لدعم 100 من الجمعيات لتحسين جودة الخدمات المقدمة بالمؤسسات التعليمية بالجهة، واقتناء 106 حافلة للنقل المدرسي.
ولدعم تمدرس أبناء الأسر المعوزة، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بما يناهز 100 مليون درهم، في المبادرة الملكية “مليون محفظة” التي استفاد منها حوالي مليون تلميذة وتلميذ بمختلف المستويات، الابتدائي والإعدادي والتأهيلي بالجهة.
ولتعزيز الجهود الرامية إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتشجيع التمدرس وتيسير وضمان استمرار حضور والتحاق التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية، خاصة بالمناطق الجبلية والقروية بمختلف أقاليم الجهة، تم اقتناء وتوزيع 220 حافلة للنقل المدرسي، وذلك في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة بين مجلس جهة بني ملال خنيفرة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، التي خصص لها حوالي 1,8 مليار درهم، للارتقاء بالتعليم الأولي وتوسيع العرض التربوي بالجهة من خلال إحداث مجموعة من المدارس الجماعاتية، والداخليات، والمطاعم المدرسية، وبناء وتأهيل المؤسسات التعليمية، واقتناء 423 حافلة للنقل المدرسي.
يشار إلى أن بني ملال قد شهدت أمس انعقاد لقاءات تشاورية حول استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة 2021-2026، بهدف الإصغاء لانتظارات الفاعلين على المستوى الترابي وإشراكهم في إغناء برامج عمل مكونات القطب الاجتماعي في مجالات التضامن والتماسك والإدماج الاجتماعي.
وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسته وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، ووالي جهة بني ملال خنيفرة، الخطيب لهبيل، بحضور رئيس المجلس الجهوي ورؤساء المجالس الترابية وعدد من المنتخبين وممثلي المصالح الخارجية المعنية وجمعيات المجتمع المدني العاملة في المجال، مناسبة لتعميق النقاش وتبادل الآراء مع الفاعلين على المستوى الترابي للمساهمة في بلورة رؤية جديدة لتدخلات القطب الاجتماعي.