مشاهد بريس
قام 280 سنغاليا من أتباع الطريقة التيجانية، الجمعة الجاري، بمراكش، بزيارة إلى الزاوية التيجانية الكبرى المسماة “كنسوسية”، التي أنشأها محمد بن أحمد كنسوسي، وهو أحد مريدي الشيخ سيدي أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة التيجانية، التي قامت بدور رائد في إشعاع تعاليم الإسلام السمحة بإفريقيا.
وقال السيد نغوم محمد بشير، الأستاذ بالكلية الإسلامية في بير بالسنغال، في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه الزيارة تعكس، إذا كان الأمر يحتاج لدليل، عمق العلاقات الروحية وتعلق أتباع الطريقة بالمغرب، الذي يمثل المصدر الأصلي للطريقة”.
وأبرز السيد بشير الدور الريادي الذي تضطلع به الطريقة التيجانية في نشر الإسلام المعتدل والتعريف بتعاليمه السمحة بإفريقيا، مشيدا ب”المساهمة القيمة للطريقة في تعزيز روابط الأخوة بين المغرب والشعوب الإفريقية”.
من جهته، قال السيد محمد مهدي كنسوسي، من الزاوية التيجانية الكبرى “كنسوسية” إن هذه الزيارة تندرج في إطار الزيارات المنتظمة التي يقوم بها أتباع الطريقة التيجانية إلى المغرب، على مدار السنة، للاستلهام من الطريقة من المنبع.
وأضاف أن “هذه الزيارة تترجم أهمية هذه الزاوية، التي أنشئت سنة 1262 هجرية، وهو ما يعني أن هذا الضريح سيحتفل، قريبا، بمرور 200 سنة على إنشائه”، مضيفا أن هذه الزاوية ذائعة الصيت على الصعيد العالمي، خاصة من قبل أتباع الطريقة التيجانية.
وفي ختام حفل ديني أقيم بعد صلاة العصر، رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، ويطيل في عمره، وبأن يكلل أعماله ومبادراته بالتوفيق، وبأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكان الوفد قد حل، أول أمس الخميس، بالمغرب، في زيارة إلى مختلف مواقع وأضرحة الطريقة التيجانية، على أن يتوجه، بعد الدار البيضاء ومراكش، إلى فاس لزيارة ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني.
وتجدر الإشارة إلى أن أتباع الطريقة التيجانية يقدرون ب300 مليون شخص عبر العالم، وخاصة بغرب إفريقيا.
وكرس مؤسسها الشيخ سيدي أحمد التيجاني، المزداد سنة 1737، حياته كلها للتعبد وللتربية الروحية. وبعدما ظل يتنقل باستمرار بين المشرق والمغرب طلبا للعلوم الشرعية، استقر به المقام في مدينة فاس، حيث توفي سنة 1815، جاعلا من العاصمة الروحية للمملكة مكانا يحج إليه أتباع الطريقة.