مشاهد بريس
قامت مجموعة إنيتوم، وهي مقاولة ذكية للخدمات والحلول الرقمية، يوم أمس الخميس بالدار البيضاء، بتدشين أول مصنع صغير لها بإفريقيا، “فابلاب”، والذي من شأنه أن يسهم في الرفع من قدرتها على مواكبة زبنائها بإفريقيا بمجال الابتكار، والقرب منهم أكثر ومن احتياجاتهم.
فالمصنع، وهو عبارة عن مركز للابتكار يقع داخل المقر الجديد للمجموعة بكازانيرشور، والذي حضر حفل تدشينه الرئيس المدير العام لإنيتوم فانسان روي، إلى جانب ممثلي المجموعة بإفريقيا، يأتي لتعزيز تمركز الكفاءات، وضمان قدرة إينتوم على مواكبة زبنائها بتزويدهم بعرض شامل ومتكامل.
ويأتي هذا الحدث ليجسد بالملموس الطموح الاستراتيجي للمجموعة، وسعيها الأكيد للمساهمة في التحول الرقمي بالقارة السمراء جمعاء،
في العهد ما بعد الرقمي الذي يشهد تغييرا متسارعا من حيث الحاجيات والاستعمالات.
وتعتبر المصانع الصغرى “فابلاب” لدى إنيتوم بمثابة أماكن مخصصة للابتكار، والمصممة خصيصا لتمكين الزبناء من الاستفادة من تجربة آخر التطورات التكنولوجية.
وقد هيئت هذه الورشات لاستقبال شركاء وزبناء المجموعة، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعاون في الابتكار والقرب، بغية رصد وتشكيل حاجياتهم ووضع حلول مبتكرة لها.
وتستفيد المصانع الصغرى من مؤهلات وخبرات فرق متعددة الاختصاصات، تضم باحثين ينكبون كلهم على ابتكار حلول مصممة ومعتمدة كآليات لتسريع التغيير لدى مختلف المنظمات.
ومنذ عدة سنوات، تم اعتماد مسعى التفكير هذا كموجه ومحرك لاستراتيجية الابتكار لدى المجموعة التي تعتمد على شبكة مكونة اليوم من سبعة ورشات صغرى متمركزة على التوالي بكل من فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، وحاليا بالمغرب بالنسبة للقارة الإفريقية.
وعن هذا التدشين، قال الرئيس المدير العام لإنيتوم فانسان رووي إن “إفريقيا اليوم في أوج العطاء والنمو بفضل اعتمادها على المنظومة الرقمية”، مضيفا أن تدشين هذا المصنع الصغير”فابلاب” بالدارالبيضاء، والذي يعتبر الأول بالقارة الإفريقية، جاء “ليبين سعينا للعمل من أجل إدماج تكنولوجيات متطورة والمراهنة عليها كمحرك أساسي للاقتصاد الإفريقي”. وأشار إلى أنه “في ظل الأزمة التي يعيشها العالم حاليا، سنواصل دعمنا ومساندتنا لشركائنا من خلال اقتراح حلول مبتكرة وتكنولوجيات متطورة”، مؤكدا أن “هذا هو صلب العمل الذي تقوم به مجموعة إينتوم بشكل عام، انطلاقا من كونها فاعلا وازنا بمجال التدفق الرقمي الإيجابي”.
ومن جانبه، أوضح مدير الابتكار والرقمنة لدى إنيتوم جان فرانسوا كودي أنه “من المرتقب أن يساهم هذا المصنع الصغير في إتاحة الفرص أمام تطوير حلول مبتكرة مشتركة تكون في خدمة زبناء وشركاء إنيتوم”.
وأبرز أن هذا المصنع “يستند بالأساس إلى البحث، وتمكين المقاولات من الاستباق وتبوؤ أماكن متقدمة بأسواقها، بفضل رهانها على الابتكار والتكنولوجيات المتطورة المستعملة بنشاطها”.
واعتبر أن تواجد هذا المصنع بالدار البيضاء “يشكل مرحلة مهمة للاستجابة للانتظارات والحاجيات المعبر عنها من طرف الفاعلين المغاربة والأفارقة على حد سواء”.
ومن جهته، اعتبر المدير العام لمنطقة إفريقيا إنتوم عماد هضور أن المغرب أصبح منصة لتنمية أنشطة المجموعة بإفريقيا، مضيفا أن المتعاونين سيستفيدون من تكوينات تخص التكنولوجيات المبتكرة، يستكملون من خلالها المهارات التي اكتسبوها خلال دراستهم الجامعية، وذلك من أجل إعدادهم جيدا لمهن اليوم والمستقبل.
ويشار إلى أن إنيتوم متواجدة بالقارة الإفريقية منذ أزيد من 15 سنة، وهو تاريخ يعكس بوضوح الوفاء المقاولاتي الجاد والمتواصل، والحضور المحلي القوي، والطموح من أجل النمو المتسارع عبر بلورة تناغم قوي مع الأنشطة الاقتصادية المحلية.
وتنهج المجموعة استراتيجية شمولية ومستدامة، في قلب توسعها الدولي وضمن منطق القرب من الزبناء.
وفي ما يخص المغرب، فإنتوم دشنت تواجدها بالمملكة منذ سنة 2003، حيث أضحى الفرع البيضاوي لإنيتوم مغامرة مقاولاتية ناجحة من خلال الدور الذي يلعبه في اقتراح عرض للحلول المبتكرة، ووضعها رهن إشارة أزيد من 500 مقاولة مغربية وإفريقية.
هذا، وتتزامن هذه المقاربة مع صيرورة إدماج فاعلين مرجعيين ووازنين بمجالات محددة للنشاط وبرهانات قوية ضمن المنظومة الرقمية. ومن هذاالمنطلق، عمل الفرع المغربي، في السنوات الأخيرة، على إدماج شركات أركوس تكنولوجي، فاليوباس وكابيتال كونسولتينغ.
وتتواجد إينتوم أيضا بكل من الكوتديفوا، وأنغولا، والسنغال، والكامرون، وتونس.
وهي تتوق إلى الارتقاء بهذا المصنع الصغير السابع إلى مرجع تجسد من خلاله مدى التزام المجموعة بخدمة القارة الإفريقية وحرصها الأكيد على وضع التدفق الرقمي الإيجابي في خدمة أكبر عدد ممكن من المواطنين والشركاء.
ويذكر أن إينتوم مجموعة دولية تساعد المقاولات والمؤسسات على النهل والاستفادة من التدفق الرقمي، في ظل الحركية والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، من حيث الحاجيات والاستعمالات، مما جعلها تلتزم لدى كل الفاعلين بالابتكار والتأقلم باستمرار مع كل المستجدات، والاحتفاظ بالسبق عن باقي المنافسين.
وقد ساعدها توفرها على نخبة من الكفاءات متعددة الاختصاصات على النجاح في تزويد زبنائها بتوليفة فريدة للقرب، والتنظيم القطاعي وحلول صناعية من الطراز الرفيع.
وحاليا، تتواجد هذه المجموعة الرائدة بأزيد من 25 بلدا، وتوظف حوالي 27 ألف متعاون، وحققت في سنة 2019 رقم معاملات ناهز 2,3 مليار أورو (كحصلية تقديرية).