مشاهد بريس
أشرفت مؤسسة الأطلس الكبير، أمس الأحد بالجماعة القروية تمصلوحت التابعة لإقليم الحوز، على تدشين منظومة الري بالطاقة الشمسية بمشتل أكريش، الذي ينتج نباتات توزع فيما بعد على المدارس والفلاحين بالجهة.
ويعد نظام الري الجديد عبر الطاقة الشمسية هبة من الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة، في حين ساهمت الطائفة اليهودية بالمغرب بالقطعة الأرضية التي تحتضن هذا النظام.
وشهد حفل التدشين، الذي مر في احترام تام للبروتوكول الصحي المعمول به للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مشاركة أعضاء مجلس إدارة الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة، وممثلين عن الطائفة اليهودية بالمغرب والسلطات المحلية.
وبالمناسبة، قال رئيس مؤسسة الأطلس الكبير، السيد يوسف بن مير، إن “هذا النظام سيمكننا من تقليص كلفة ضخ ماء الري، والمساهمة في تطوير الطاقات الخضراء وضمان تنمية مستدامة لهذا المشتل الذي ينتج منذ افتتاحه في 2013، حوالي 180 ألف بذرة شجر اللوز والتين والرمان والليمون، وزعت على حوالي ألف مزارع و130 مدرسة”.
وذكر السيد بن مير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع يندرج في إطار مشروع “دار الحياة” المبادرة الفلاحية المبتكرة التي تسهل من عملية إقراض الأراضي المجاورة لمواقع الدفن اليهودية لإنشاء مشاتل للأشجار ونباتات طبية عضوية لصالح التجمعات الفلاحية المجاورة.
وأشاد بانخراط جميع الشركاء من أجل ضمان نجاح هذه المبادرة، التي تروم غرس مليار شجرة مثمرة ونباتات عطرية وطبية عبر تراب المملكة.
من جانبه، عبر المدير العام للفيدرالية، السيد علي الحارثي، عن امتنانه لكون الفيدرالية شريكة في مشروع مؤسسة الأطلس الكبير بمنحها أنظمة للضخ الشمسي تتألف من مضخات ولوحات شمسية وأنظمة الري بالتنقيط وغيرها.
وقال السيد الحارثي في تصريح مماثل، “لنا عظيم الشرف بالمشاركة في مثل هذا المشروع الذي يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للتجمعات الفلاحية بالبلاد، ونحن على استعداد للمشاركة في مشاريع مماثلة مستقبلا”.
وفي إطار مبادرة “دار الحياة”، يعد مشتل أكريش أول مشتل مطور بمقبرة يهودية يعود تاريخها إلى 700 سنة، حيث يتواجد قبر الحاخام رفاييل هاكوهين.
ويوجد هذا الموقع ضمن سلسلة من القطع الأرضية المقرضة إلى مؤسسة الأطلس الكبير على امتداد السنوات، من قبل أطراف معنية تضم خواصا وهيئات عمومية وجماعات ومؤسسات تعليمية وتعاونيات وجمعيات نسوية ومنظمات ثقافية، من ضمنها الجالية اليهودية بمراكش والصويرة.
ومنذ سنة 2000، تساهم مؤسسة الأطلس الكبير في تطوير الرأسمال البشري من خلال التعليم وحماية البيئة. وتتواجد المؤسسة بمراكش ولديها تمثيليتين بوجدة وبوجدور، كما تدير حوالي 12 مشتلا موزعا بين مدن تازة وفاس ومكناس ومراكش وواويزغت وتدمامت وتارودانت.
وأطلقت المؤسسة في 2014، “حملة المليار شجرة” لإتمام مشروعها الرامي إلى غرس مليون شجرة ومليار شجرة مثمرة ونباتات عطرية وطبية عبر تراب المملكة. وتتسم الأصناف المغروسة بأصالتها، وتتم إدارة المشاتل بشكل بيولوجي من قبل المجتمعات المحلية. وتمثل الأشجار جزء من سلسلة أكثر شمولية تهم الإشهاد البيولوجي، وتقوية التعاونيات، ومعالجة المنتجات وتسليمها إلى الأسواق.