مشاهد بريس
توصل المرصد الوطني للتنمية البشرية، في نتائج بحثه الميداني حول المرحلة التجريبية لبرنامج “مدارس الريادة”، إلى أن تعميم هذا البرنامج ابتداء من الدخول المدرسي المقبل يتطلب مواجهة العديد من الصعوبات تم تلخيصها في ثمانية تحديات أساسية.
وأكد المرصد أن أول تحدٍ يتجلى في ضرورة الاستفادة من الصعوبات التي شهدتها عملية تثبيت البرنامج في بداية المرحلة التجريبية خلال الدخول المدرسي الحالي، خاصة في ما يتعلق بإنهاء أوراش تأهيل الفضاءات الداخلية للمدارس، وتجهيز الأقسام بالمعدات التكنولوجية.
كما أظهرت نتائج البحث ضرورة استباق حاجيات الأساتذة للتكوين المستمر والمواكبة في مرحلة الاستئناس باستعمال التكنولوجيا الرقمية في العملية التربوية.
ويتجلى التحدي الثالث، الذي تطرق إليه المشاركون في البحث الميداني، في مأسسة التواصل والتتبع الإداري والتربوي للبرنامج وتأطير التواصل بشأن ذلك بمنهجية مؤمنة إداريا ومقننة بقواعد مسطرية توازن بين شرط السرعة في التفاعل وتقاسم المعلومات وبين شرط التأطير الإداري المتعارف عليه داخل القطاع.
أما التحدي الرابع فيكمن في تأطير مرحلة تعميم البرنامج بنظام لمؤشرات النجاعة ومراقبة مساري التثبيت والتنفيذ وفق رؤية ونظرية تغيير مشتركة ومتقاسمة بين مختلف الفاعلين المعنيين.
وتوصل المرصد، في السياق ذاته، إلى أهمية تثمين المقاربة الجديدة المعتمدة في إعداد الدروس، بصفتها تحديا خامسا، وتعميق البحث في درجة ملاءمة التقطيع الزمني للحصص مع شرط التأكد من الوقع الإيجابي على عملية الاكتساب لدى التلميذ.
وأجمع الأساتذة، في أجوبتهم، على ضرورة انخراط الأسر وأولياء التلاميذ في البرنامج، بحيث يكمن التحدي السادس في مضاعفة حظوظ نجاح المدرسة العمومية في التحكم إيجابيا في المسار التربوي للتلميذ.
وفي ما يتعلق بالتحدي السابع، عبر الأساتذة المستجوبون، عن تخوفهم من التأثير السلبي لعامل الاكتظاظ على مردودية البرنامج.
وطالبوا، خلال حديثهم عن التحدي الثامن، بضرورة استدامة البرنامج عبر تأمين تواصل مستمر وتقييمات منتظمة وتفاعل سريع للإدارة الوصية مع حاجيات صيانة المعدات وتزويد المؤسسات بالإمكانيات والتجهيزات اللازمة لاستباق انقطاع الكهرباء وصعوبة الولوج لشبكة الانترنيت خاصة في المجال القروي.
وقدم المرصد الوطني للتنمية البشرية، الأربعاء 03 يوليوز 2024، نتائج البحث الميداني حول المرحلة التجريبية لبرنامج “مدارس الريادة”، مبرزا أن هذا البرنامج يعد مكسبا تربويا وجب تثمين نتائجه الإيجابية الأولية، إلا أنه لا يخلو من التحديات.
وأظهرت نتائج البحث الميداني، التي قدمها عثمان كاير رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، في ندوة صحفية، وجود اتفاق لدى غالبية المشاركين في البحث على ضرورة تحصين مكتسبات هذا البرنامج باعتباره رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة.
واستند البحث الميداني، الذي أنجزه المرصد الوطني للتنمية البشرية في إحالة من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على منهجية تقوم على إجراء لقاءات حوارية فردية مع عينة عشوائية من الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، وإجراء لقاءات حوارية جماعية داخل المؤسسة التعليمية المعنية مع الأساتذة بمختلف المستويات الدراسية، وإجراء لقاء تناظري في نهاية كل مرحلة من المراحل الخمس للبحث بين أساتذة المؤسسات المستفيدة من برنامج مدارس الريادة ونظرائهم من المؤسسات غير المعنية بالبرنامج.