شعيب خميس/مشاهد بريس
نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، اليوم على الساعة السابعة والنصف مساءً، وقفة تضامنية حاشدة في ساحة القصبة الإسماعيلية بمدينة سطات، لدعم الشعب الفلسطيني وتنديدًا بالجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية. جاءت هذه الوقفة في إطار الحراك الشعبي المغربي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، والذي شهد تنظيم أكثر من 100 وقفة أسبوعية في 56 مدينة مغربية، بما فيها سطات، لتأكيد التمسك بالحق الفلسطيني ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني .
شارك في الوقفة العشرات من ساكنة سطات منها فعاليات مدنية وسياسية، حيث رُفعت أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها: “المغرب وفلسطين شعب واحد”، و”تحرير القدس واجب إسلامي”، و”لا للتطبيع مع قتلة الأطفال”. كما هتف المحتجون ضد “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل بدعم دولي، واستنكروا الصمت العربي والدولي تجاه جرائم الحرب .
اختيرت ساحة القصبة الإسماعيلية، المعلمة التاريخية التي شهدت مقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، لتكون رمزًا للصمود. هذه الساحة تحولت عبر التاريخ إلى منصة للاحتجاجات المدنية، بما في ذلك وقفات حركة 20 فبراير خلال الربيع العربي، مما يعكس دورها كفضاء للتعبير عن المطالب الشعبية .
كما أكد حسن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان والناشط في الهيئة، أن هذه الوقفات “رسالة واضحة للداخل والخارج برفض المغاربة للتطبيع”، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الوجدان المغربي. كما استعرضت المتحدثة باسم الهيئة، الدكتورة إلهام الوالي، الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، داعيةً إلى مقاطعة البضائع الداعمة للاحتلال .
إدانة “حرب الإبادة” التي تستهدف المدنيين، خاصة بعد الهجمات على مستشفيات مثل مستشفى كمال عدوان
مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو بتهمة جرائم الحرب .
التأكيد على شرعية المقاومة الفلسطينية كحق دولي، ورفض أي محاولات لتهميش القضية .
تُعتبر هذه الوقفات جزءًا من حراك شعبي مغربي متجذر، يعكس ارتباط المغاربة بالقضايا العادلة، حيث يُشار إلى أن المغرب سجل أرقامًا قياسية في عدد التظاهرات التضامنية مع فلسطين مقارنة بدول عربية أخرى . كما أن اختيار توقيت الوقفة (بعد صلاة الجمعة) يؤكد البعد الديني والروحي للقضية في الخطاب الشعبي المغربي .
واجهت الوقفات انتقادات من بعض الأصوات المحلية التي رأت فيها “استغلالًا عاطفيًّا” أو “إثارة للفوضى”، بينما دافع المنظمون عن شرعيتها، مؤكدين أنها تعبير سلمي عن التضامن الإنساني وليست مجرد مسرحيات سياسية .
تظل سطات، بوقفاتها المتكررة في ساحة القصبة الإسماعيلية، شاهدة على التزام المغاربة بدعم فلسطين، رغم التحديات الداخلية والخارجية. هذه الوقفات ليست مجرد حدث عابر، بل جزء من تاريخ نضالي طويل، يجسد قيم التضامن والعدالة التي يؤمن بها الشعب المغربي.
