
مراد قدسي من مدينة سلا يكتب…
قبل الإجابة على السؤال وقبل أن تَهرش مقدمة رأسك باحثاً عن الإجابة .. أود أن أخبرك أن المرء مطالبٌ بتوفير غذاء البطن و غذاء العقل معاً لطفله ! لكن يبقى مُعلقاً ..أيٌّ الغذاء يُقدم في هذه النازلة!!
حقيقةً لستٌ أدري من إختار أن يكون الدخول المدرسي في هذا الشهر الخريفي المُعززٌ بإحمرار لون السماء و تراقص أغصان الشجر على سمفونية الحفيف! شهر ينذر بدخول المُفِيطة و ظهور طايرة بݣر ( عُوة ) و الليالي و الجريحة و هريد الما !
شهر شتنبر ، شهر التقلبات المزاجية و المناخية ..يتقلب فيه البؤساء بعد خضات صيفية !
كيف لبائسٍ يجني مئة درهم ( إذا جناها طبعاً) أن يُقسمها أمام الكراء و تكاليف المعيشة و الماء و الكهرباء ثم الدخول المدرسي! هذا التقسيمٌ يحتاج إلى صبر أيوب و ذهن إنشتاين ، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف العيش المرير و الله المستعان ..
لتر زيت المائدة مع علبة شاي تكلف خمسة و أربعين درهماً أيّ نصف مدخوله اليومي ! هذا دون إحتساب رسوم الدقيق و الخضار و السكر و التوابل! شخصياً اتفهم الرجل الذي يحدث نفسه على قارعة الطريق بل اعتبره أعقل العقلاء ! ولو عاش شيخ الإسلام بيننا لجعل حاله حجة في درء التعارض !
إن خيروني بين مواد العلم و مواد البطن … طبعاً وبدون تردد سأختار مواد البطن لأن الجهل عار و الجوع كفر ، فلا شيء أشد على الإنسان من الجوع ، جوع البطن!