يوسف طرزا
انشغلت الأحزاب والقوى السياسية المغربية كثيراً بالمماحكة و الصراعات السياسية، ولم نسمع يوماً أن أحزابنا المبجلة، والتي لا تعي من فقه السياسة والعمل الحزبي سوى المكايدة.
طبعاً، أحزابنا الموقرة جميعها بلا استثناء، لم تتحفنا يوماً بتقديم رؤية اقتصادية وتنموية، تعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي المتردي والمزري الذي تعيشه البلاد والعباد، وبما من شأنه إخراج البلد من الأزمة الخانقة التي كانت أحزابنا سببا رئيسياً لها.
تمنيت أن تتنافس الأحزاب والقوى السياسية فيما بينها على إيجاد الرؤى الاقتصادية والتنموية للبلد، وأن يكون تنافسها في إيجاد الاستراتيجيات والمقترحات والحلول، للحد من البطالة والفقر والجهل، ويكون ذلك معيارها لكسب ود المواطن المغلوب.
لا أدري هل وصل الغباء بأحزابنا إلى درجة أنها لا تعي أن الشعب المغربي وصل إلى مرحلة يئس منها، ومن تصرفاتها، ومل وضاق ذرعا من تلك المهاترات و المماحكة السياسية ولم يعد يطيقها، كونها لا تسمن ولا تغني من جوع.
نتمنى أن تتجه الأحزاب والقوى السياسية إلى التنافس في تقديم البرامج والرؤى التي تنهض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، كما في جميع دول العالم، عندما تهتم بشعبها وتقدم الرؤى والبرامج التي تخدم شعبها، وتعمل جاهدة، وبما من شأنه تطوير البلد ونهضته، وتقدمه وإسعاد المواطن والعمل على توفير وسائل الراحة والطمأنينة والأمن والأمان، نتمنى أن نجد الأحزاب والقوى السياسية تعمل بالوتيرة نفسها.
يا ترى، هل ستدرك الأحزاب المغربية أخطاءها السابقة، وحجم مخاطرها ، وبالتالي تفتح صفحة جديده مع الشعب صفحة عناوينها وسطورها وحروفها كلها رؤى واستراتيجيات ومقترحات وحلول، تعمل على استقرار البلد وتطوره ونهضته ؟