مشاهد بريس
تستمر الانتقادات الموجهة إلى مسلسل “فتح الأندلس” الذي تبثه قناة “الأولى”، إذ وصل الحال حد المطالبة برحيل فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية؛ فقد انتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ “العرايشي ارحل”، إضافة إلى هاشتاغ “أوقفوا مسلسل فتح الأندلس” وهاشتاغ “نلتمس من ملكنا حماية تراثنا”.
مصدر من داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية قال، ضمن تصريح إن “الأمر يتعلق بإنتاج تم اقتناء حق بثه، ولسنا نحن من قام بإنتاجه. كما نقتني أعمالا أخرى، إذ إنه ليس لنا إمكانات لنبث 24 ساعة بإنتاجات داخلية”.
وتابع المصدر ذاته قائلا: “هذا عمل درامي يستمد أحداثه من التاريخ، وفيه شيء من الخيال؛ فمثلا فاكهة الأناناس لم تكن موجودة.. وليس عملا وثائقيا يتطلب التحقيق التاريخي”، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ”مسألة أذواق، إذ هناك من راق المسلسل وهناك من لم يرقه”.
وأردف: “هذا موضوع أكبر من الركوب على موجة البوز”، مشيدا بالتطور الذي عرفته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بالقول: “هناك تطور في الإنتاجات الدرامية المغربية. ومما يدل على ذلك هناك ارتفاع نسب المشاهدة؛ فقد انضاف إلينا مؤخرا أكثر من مليونيْ من المشاهدين من الشباب، ناهيك عن نسب المشاهدة في “يوتيوب”، وبالتالي لا يمكننا تجزئ المشهد الإعلامي”.
وتعددت التدوينات المطالبة برحيل فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. وقال أحد المعلقين: “المغرب يستحق إعلاما يدافع عن سمعته بشراسة، يدافع عن القضايا الوطنية ومواقف المغرب بجرأة.. ويستحق إعلاما يدافع عن تاريخه وتراثه، ويسوقه بطريقة تعكس قيمته المغرب.. يستحق إعلاما أفضل بكثير مما قدمت طيلة عشرين سنة على رأس إدارة التلفزة المغربية”.
وكتب معلق آخر: “كمغربيات ومغاربة، لن نغفر لك أنك أهدرت مال دافعي الضرائب لاقتناء مسلسل إنتاجه مشرقي مليء بالمغالطات والإساءة إلى المغرب وإلى طارق بن زياد الأمازيغي وتصويره وكأنه عبد مأمور في حين كان بطلا وكان فتح الأندلس بفضله وبفضل جنوده الأمازيغ”.
وسبق أن وجّه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل حول مسلسل “فتح الأندلس” للمخرج محمد سامي العنزي، المعروض على قناة “الأولى”.
وجاء في السؤال الكتابي أن المسلسل المذكور اقتنته القناة المغربية من المال العام؛ لكنه لا يولي أهمية للتراث المغربي وللحقيقة التاريخية للبطل، لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطى تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي.
وأشار الفريق الاشتراكي إلى أن “المسلسل، الذي أنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات، مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة”، وفق تعبير البرلمانيين.