مشاهد بريس
أعلن لوران جيرمان، مدير شركة EGIS الفرنسية المتخصصة في مجالات الاستشارات والهندسة وخدمات النقل، أن مشروع خط القطار فائق السرعة من القنيطرة إلى مراكش من المتوقع أن يُفتتح مع نهاية عام 2029، قبل انطلاق كأس العالم 2030.
جاء ذلك عقب توقيع الاتفاقيات الخاصة بعقد الدعم بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة “SYSTRA/EGIS” مساء أمس الإثنين.
وأوضح جيرمان أن المشروع يتضمن بناء 430 كلم من الخط السريع و130 كلم من الخط التقليدي حول منطقة الدار البيضاء، إلى جانب إنشاء محطات جديدة.
كما أفاد بأن العقد الموقع مع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، يشمل تقديم المساعدة من طرف مجموعة “EGIS RAIL/SYSTRA/NOVEC” لتنفيذ البنيات التحتية للقطار السريع بين القنيطرة ومراكش، فضلاً عن الدعم التقني اللازم لتطوير الخط.
وأكد جيرمان أن هذا المشروع يأتي ضمن مخطط المغرب للسكك الحديدية 2040، الذي سيربط بين الرباط، الدار البيضاء، مراكش، وطنجة بواسطة القطار فائق السرعة. وأضاف أن شبكة السكك الحديدية الجديدة ستجعل المغرب يمتلك واحدة من أكثر الشبكات تطوراً وكفاءة على الصعيد العالمي.
ويُذكر أن الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترأسا حفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين المغرب وفرنسا في الرباط، شملت قطاعات حيوية عدة، بما فيها السكك الحديدية والنقل عبر القطارات.
وقد جرت مراسم توقيع العديد من هذه الاتفاقيات مساء أمس الإثنين، بحضور كل من الرئيس ماكرون والملك محمد السادس، فيما من المتوقع توقيع المزيد منها اليوم الثلاثاء.
وفي لقاء ثنائي بين الزعيمين، تم توقيع إعلان مشترك يؤكد على “شراكة استثنائية معززة” تهدف إلى تعزيز المصالحة وتوطيد أواصر التعاون بين المغرب وفرنسا.
وقد أكد الديوان الملكي المغربي في بيان له أن هذه الاتفاقيات تمثّل “نقلة نوعية نحو مرحلة جديدة من العلاقات القوية بين المغرب وفرنسا”. وقد قبل الملك محمد السادس دعوة الرئيس ماكرون للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا، يُتوقع أن تُجرى في عام 2025. واشتملت الاتفاقيات الثنائية الموقعة على عقود تغطي مجالات النقل السككي والمياه والموانئ، إضافة إلى التعليم والحماية المدنية.
يبرز مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة (TGV) من طنجة إلى مراكش، كأحد المشاريع البارزة التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية المغربية استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030.
وتُعد فرنسا شريكًا رئيسيًا في هذا المشروع من خلال شركتي “ألستوم” و”إيجيس”. ستتولى “ألستوم” توريد القطارات فائقة السرعة، بينما ستدير “إيجيس” المشروع لضمان تقديم شبكة نقل تنافسية وفعالة.
هذا التعاون يمثل تحالفًا استراتيجيًا يربط بين المغرب وفرنسا، إذ يعزز التوسع في مشاريع النقل استجابةً لتحديات التطور الحضري والنمو السكاني في المغرب، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتسهيل الربط بين المدن الكبرى.
وباعتبار فرنسا من الدول الرائدة في تكنولوجيا القطارات السريعة، فإن هذه الاتفاقية تضمن نقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا الحديثة، ما قد يسهم في تطوير مهارات محلية ويعزز من مكانة المغرب كدولة ذات بنية تحتية متقدمة.