مشاهد بريس
تعد مدينة مراكش وجهة سياحية عالمية بامتياز، بالنظر لما تتميز به من خصوصيات تجعل منها عنصر جذب للسياح المغاربة والأجانب على حد سواء، ومن بينها ،على الخصوص، المسار السياحي البيئي، الذي يشمل مجموعة من الحدائق والمنتزهات، التي تؤثث لسحر هذه المدينة، ويزيد من اشعاعها على المستوى الدولي.
فبعد الانتعاشة التي عرفها قطاع السياحة، جراء الأزمة الصحية العالمية بسبب جائحة (كوفيد -19)، تتجه المدينة الحمراء إلى تعزيز مكانتها على الصعيد الدولي أكثر، من خلال مسارها السياحي البيئي المتفرد، الذي يستهوي الزوار، ويعكس مدى الاهتمام الذي كان وما يزال يوليه المغاربة للحفاظ على الموروث الطبيعي للمدينة وضواحيها.
وكان هذا الاهتمام يتجلى في حرص أهل مراكش، خاصة الصناع التقليديين، على تنظيم خرجات إلى منتزهات بمراكش (حدائق المنارة أو أكدال وغيرها)، أوبضواحي المدينة، كمنطقتي أسني أو أوريكة، والتي يطلق عليها ب”النزاهة”، حيث تتاح الفرصة للاستمتاع بما تجود به الطبيعة من غطاء نباتي خلاب وأشجار ومياه جارية، في سبيل الترويح عن النفس، وتناول أكلات معدة مسبقا، وفي مقدمتها “الطنجية”.
ومن جهة أخرى ، توفر المدينة الحمراء، التي تنافس الكثير من المدن السياحية العالمية، بالنظر لجمالية المناظر الطبيعة بها وموقعها الجغرافي المحاذي لجبال الأطلس الكبير، منتوجات سياحية متنوعة ترتكز، بالأساس، على السياحة الثقافية والسياحة البيئية، بفضل ما تزخر به من مواقع أثرية وترفيهية وفضاءات طبيعية، مما يفسر الإقبال المتزايد على منتوجها السياحي الإيكولوجي، لترسم لها مسارا طبيعيا يسلكه السياح، خاصة الأجانب منهم، لزيارة عدد من الحدائق، أبرزها المنارة وماجوريل وأكدال وأنيما والحارتي، والحديقة السرية وحديقة الفنون.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين لمراكش – آسفي، عبد الصادق قديمي، عن تطلع الجمعية إلى خلق مسار سياحي إيكولوجي خاص بمدينة مراكش ونواحيها، وهو ما سيكون له وقع في تعزيز وجهة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي.
، وأضاف السيد قديمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن وكلاء الأسفار والمرشدين السياحيين يحرصون كل الحرص على أن يقترحوا على السياح الأجانب الذين يفضلون الإقامة أكثر من يومين، تخصيص حيز زمني لكل ما له طابع بيئي، عبر تنظيم جولات في حدائق ذائعة الصيت، كالمنارة والماجوريل وعرصة مولاي عبد السلام وأنيمة، ومنطقة النخيل والحديقة السرية، فضلا عن مناطق أوريكا، وأمليل وإسني وويركان باقليم الحوز.
وأوضح أن من بين المنتوجات التي تستقطب السياح لزيارة مراكش، هناك أيضا المآثر التاريخية بما فيها الدور العريقة والأفرنة التقليدية والحمامات والنافورات والسواقي، والحدائق والأسواق، مشددا على ضرورة خلق مسارات موضوعاتية محددة يتم تسويقها بالأسواق العالمية، والتي من شأنها تعزيز اشعاع مراكش، وطنيا ودوليا .
ومن جهته، أكد رئيس جمعية وكالات الأسفار بجهة مراكش- آسفي، توفيق مديح، في تصريح مماثل، أن أكثر من 45 وكالة للأسفار التي تتمركز جلها بالمدينة الحمراء، تولي بالغ الاهتمام للجانب المتعلق بالسياحة البيئية، كمنتوج قادر على منح قيمة مضافة قمينة بالنهوض بالقطاع السياحي بالمنطقة.
وأوضح أن التحولات التي تعرفها الأسواق الدولية المصدرة للسياح تستدعي إعادة النظر في المسار السياحي لمراكش، من خلال تحسين وتجديد منتوجاته، حتى تكون هناك حزمة من البرامج المتنوعة تتيح للسياح استكشاف المزيد من المناطق، تغري السائح بتمديد اقامته، وهو ما يعطي الفرصة لتقديم كل يوم منتوج يطلع على خباياه ويمكنه من استكشافه، على غرار منطقة أوريكا والصويرة، ومضايق شيشاوة.
وأشار إلى أهمية إعادة كسب ثقة وكالات الأسفار الأجنبية المصدرة للسياح، بعد أن “تجاوز المغرب بعزم ونجاح تداعيات جائحة كوفيد – 19″، فضلا عن البحث عن أسواق جديدة، من خلال تحديث وسائل التواصل والانتقال إلى العالم الرقمي، وتحديث وسائل الاشهار، حتى تواكب متطلبات العصر، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وتطوير المنتوج للمضي قدما نحو مستقبل أفضل بالنسبة للقطاع السياحي، عوض الاعتماد على الأساليب التقليدية المتعامل بها سابقا.
كما أبرز السيد مديح أهمية تأهيل الحدائق المتواجدة بمراكش، من قبيل تزويدها بمرافق صحية تكون في مستوى القيمة والصورة الجميلة لمراكش.
وجدير بالذكر أن تطوير المنتوج السياحي ذي الطابع الايكولوجي، ليصبح معتمدا في ترويج وجهة المدينة الحمراء على الصعيدين الوطني والدولي، يبقى أحد مطالب الفاعلين المنعشين للقطاع السياحي، لما سيكون له من أثر إيجابي في تحسين مردودية الاقتصاد بالجهة، الذي يضع القطاع ضمن أولوياته.