مشاهد بريس
أكدت مصادر خاصة لـ«وسائل الإعلام» أن البارون الثمانيني، المالك المفترض لشحنة الكوكايين الضخمة التي جرى حجزها بمعبر الكركرات، بداية الشهر المنصرم، قدم نفسه، يوم الخميس الماضي، لمصالح الفرقة الوطنية للدرك الملكي بالرباط، بعد أن وجد نفسه محاصرا بمذكرات بحث محررة في حقه على المستوى الوطني، ومداهمات بالجملة طالت ضيعات وشركات مملوكة له بمنطقتي الغرب والناظور.
وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر الفرقة الوطنية للدرك نقلت البارون المتهم من الرباط إلى الداخلة، حيث تم تسليمه إلى المصالح الأمنية المكلفة بالبحث، قبل إحالته، صباح أول أمس السبت، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالداخلة، ثم قاضي التحقيق الذي قرر إيداعه السجن ومتابعته في حالة اعتقال، بتهمة نقل وحيازة المخدرات الصلبة والاتجار والتهريب الدولي للمخدرات .
وتشير المعطيات الأولية إلى أن البارون الثمانيني المنحدر من إقليم الناظور، متورط في محاولة تهريب كمية ضخمة من الكوكايين إلى التراب الوطني عبر معبر الكركرات.
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد أفاد ارتباطا بهذه الشبكة، بأن عملية مشتركة بين عناصر الأمن الوطني والجمارك العاملة بمعبر الكركرات الحدودي، جنوب مدينة الداخلة، أسفرت، في فاتح يناير الماضي، عن إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المخدرات القوية، وحجز 362 كيلوغراما و950 غراما من مخدر الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب انطلاقا من الخارج. مضيفا أن عمليات المراقبة الحدودية والتفتيش الدقيق أسفرت عن ضبط هذه الشحنة من المخدرات القوية، المكونة من 16 رزمة، مخبأة بعناية بمقصورة وهيكل شاحنة للنقل الدولي للبضائع مرقمة بالمغرب، مباشرة بعد وصولها إلى المعبر الحدودي الكركرات قادمة من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن إيقاف سائق هذه الشاحنة ومساعده، وهما مواطنان مغربيان يبلغان من العمر 40 و41 سنة، وجرى إخضاع السائق المشتبه فيه ومساعده للبحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، حيث اعترف أحدهما بأن كمية الكوكايين تعود إلى شقيقه الذي يقطن بإحدى الضيعات ضواحي سيدي قاسم، كما تم تحديد بعض الامتدادات المحلية والدولية لهذا النشاط الإجرامي، في انتظار اعتقال باقي المتورطين الضالعين في ارتكابه.
وكانت عناصر من الفرقة الوطنية للدرك الملكي قد حلت بمدينة القنيطرة والمناطق المجاورة لها، من أجل البحث عن البارون وإيقافه.
وأفادت المصادر بأن التحقيقات الأولية كشفت أن هذه الشحنة كانت متوجهة إلى منطقة الغرب، وهي في ملكية بارون مبحوث عنه على الصعيد الوطني وشقيق بارون كبير يقيم بإحدى الدول الأوروبية، وهو كذلك موضوع مذكرات بحث حمراء من طرف «الإنتربول» .
وقامت الفرقة الوطنية للدرك الملكي التي كانت مرفوقة بعناصر من مختلف الأجهزة الأمنية بولاية أمن القنيطرة بمداهمة مقهى فاخر يوجد بوسط مدينة القنيطرة يملكه البارون المتهم، وكذا مداهمة مستودعات ومخازن وضيعات فلاحية بنواحي القنيطرة وسوق الأربعاء الغرب وإقليمي سيدي سليمان وسيدي قاسم.
ويرتقب حسب المصادر نفسها أن تكشف التحقيقات التفصيلية عن ارتباطات هذه الشبكة الإجرامية، وسط توجس عشرات المنعشين العقاريين والمنتخبين والسياسيين بمنطقة الغرب الذين أصبحوا يتحسسون رؤوسهم، تخوفا من تكرار تداعيات ملف «إسكوبار الصحراء» بمنطقة الغرب، خاصة أن بعض هؤلاء السياسيين أصبحوا من كبار الأثرياء بسرعة قياسية، علما أنهم كانوا إلى وقت قريب لا يملكون شيئا