مشاهد بريس
تحوي مدينة القراصنة، سلا، كنوزا سياحية ثمينة، من شأنها إعادة دفع عجلة الاقتصاد المحلي، غير أن عجز السلطات المحلية والمصالح المختصة ثقافيا وسياحيا، على غرار بقية المجالس الجماعية المتعاقبة، عن «تحرير» مآثر تاريخية من النسيان والإهمال الذي يطولها، يجعل المئات من السياح الذين يقصدون سلا يغيرون الوجهة نحو خارج المدينة. فتلك المعالم التاريخية التي لا تزال تتصدر كبريات الكتب التاريخية، والتي يفوح منها عبق التاريخ، تعرف إهمالا لتظل تقاوم شامخة وتذكر الجميع بذاك الزمن الذي اختلط فيه الحب بالفن والسياسة.
ففي كل شبْر من أرجاء مدينة سلا ثمّة قصة تاريخية تحكيها المآثر التاريخية العريقة التي تزخر بها المدينة؛ لكنّ البوْح بتاريخ المكان ما فتئ يخفُت رويدا رويدا، بل إنه يوشك على أن يتوقف، لأنّ الأماكنَ الناقلة تلاشى جزء كبير منها، وما تبقى منها يقف على شَفا الانقراض رغم الترميم الباهت التي تتعرض لها الدي تغيب عنه المراقبة الدورية.
يرى عدد من الفاعلين المدنيين والمواطنين، الذين التقيناهم في مدينة سلا، أنّ بإمكان مدينتهم أن تكون وِجْهة مُستقطِبة للسياح، خاصة المهتمين منهم بالسياحة الثقافية، مثل مدينة فاس، علما أنّ بعض النصوص تتحدث عن كون مدينة سلا تضمّ مآثر أقدمَ من تلك الموجودة في فاس.
“الناس الذين سيّروا مدينة سلا، تعاملوا مع المآثر التاريخية وكأنهم طالبان (نقصد حركة طالبان الأفغانية التي دمّرت المآثر التاريخية لأفغانستان إبّان سيطرتها”).