مشاهد بريس
نظمت المجموعة الكندية للدراسات الإفريقية، الخميس الجاري، ندوة عبر المناظرة المرئية، سلطت الضوء على البعد الاستراتيجي للمبادرة الأطلسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز التضامن بين البلدان الإفريقية والنهوض بالتنمية المستدامة في القارة.
وعرف اللقاء، الذي أداره المركز البحثي انطلاقا من أوتاوا حول موضوع “المجموعة الإفريقية-الأطلسية: الآفاق والبنية الجيوسياسية والبعد الدولي”، مشاركة سفيرة المغرب بكندا، سورية عثماني، ونائب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، زكرياء أبو الذهب.
وفي كلمة بهذه المناسبة، استعرضت السيدة عثماني محاور الاستراتيجية التي أرسى أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، من أجل تنمية الساحل الأطلسي ومنطقة الساحل.
وأشارت الدبلوماسية إلى أن هذه الرؤية تعكس قناعة جلالة الملك بأن إيجاد الحل لانعدام الاستقرار وانعدام الأمن يجب أن يرتكز على مقاربة للتنمية المشتركة لفائدة البلدان المعنية والقارة الإفريقية بأكملها، مسجلة أن الهدف يتمثل كذلك في الإسهام في تحويل اقتصادات منطقة الساحل، وتحسين مستوى عيش السكان واستتباب الأمن في المنطقة.
وذكرت بأن المغرب يجعل من التعاون مع إفريقيا إحدى أولوياته، كما تجسد ذلك المشاريع والأوراش والمنجزات الكبرى على الصعيدين الوطني والإقليمي. وتطرقت، في هذا الصدد، إلى خط أنابيب الغاز الأطلسي نيجيريا-المغرب، الذي يرتقب أن يشكل رافعة استراتيجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجموع بلدان غرب إفريقيا.
وضمن جوهر هذه الرؤية الملكية والمشاريع المتمخضة عنها، توضح السيدة عثماني، يمكن أن تكمن الأهمية الجيو-استراتيجية والجيو-اقتصادية بالنسبة للبلدان الأمريكية على الساحل الأطلسي، ومن بينها كندا.
وذكرت بأن كندا، البلد العضو في مجموعتي الـ7 والـ20، والتي أعطت، على الدوام، الأولوية لدعم الدول النامية ومواجهة التحديات العالمية العاجلة، مدعوة إلى الاهتمام بهذه المبادرات “الشجاعة” ودعمها.
من جانبه، استعرض زكرياء أبو الذهب، وهو كذلك أستاذ العلاقات الدولية، التحديات وفرص التعاون والتنمية التي يزخر بها الفضاء الأطلسي الإفريقي، مبرزا أن هذا المحيط الجغرافي يتعين أن يتحول إلى فضاء جيوسياسي حقيقي للسلام والازدهار.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أطلقت، في سنة 2023، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مبادرة تهدف إلى النهوض بالتعاون في منطقة المحيط الأطلسي، التي تضم حاليا 36 عضوا، من بينهم كندا والمملكة المتحدة والمغرب والعديد من البلدان الأوروبية والإفريقية.
وذكر بمقتضيات اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 وأحكام اتفاقية “مونتيغو باي” في العام ذاته، والتي تحث البلدان المطلة على البحار والمحيطات على السماح للبلدان غير الساحلية بالوصول إلى المجالات البحرية، مضيفا أن المغرب يقترح بذلك على بلدان منطقة الساحل ممرا للوصول إلى البحر.
وتطرق الباحث إلى البعد الاستراتيجي للمبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك، والتي تساهم في تعزيز فرص التنمية في هذه المنطقة، مبرزا الانخراط التام لبلدان الساحل ضمن هذه الاستراتيجية الجديدة، وكذا فرص التعاون التي توفرها لبلدان أمريكا الشمالية والجنوبية بشكل عام.
وتعد مجموعة الدراسات الإفريقية، التي يرأسها البروفيسور الشيخ تيديان بانغورا، والتي تأسست في سنة 2007، منتدى كنديا يولي أعضاؤه اهتماما للقارة ويساهمون في الترويج لإفريقيا في كندا، وتشجيع الشراكة بين الجانبين.