مشاهد بريس
شهدت الساحة الثقافية في الجنوب المغربي مؤخراً جدلاً واسعاً حول قرار وزارة الثقافة بنقل المحافظ الجهوي للثقافة بكلميم من منصبه الحالي إلى المحافظة الجهوية بأكادير. هذا القرار الذي فاجأ العديد من الفاعلين الثقافيين والمجتمع المدني أثار استياءً كبيراً، حيث اعتبره البعض إجراءً تعسفياً يفتقر إلى الشفافية والتبرير الموضوعي.
المحافظ الجهوي المعني بالقرار كان معروفاً بتفانيه وجهوده المستمرة في تعزيز المشهد الثقافي بالمنطقة، لا سيما في المناطق الحدودية التي تشهد تحديات خاصة. فقد قام بتنظيم العديد من المبادرات والفعاليات الثقافية التي تركز على صون التراث المحلي وتعزيز الثقافة الحية. كما كان له دور بارز في تطوير مشاريع ثقافية تهدف إلى إبراز التنوع الثقافي المغربي والمساهمة في الترافع ضد خصوم الوحدة الترابية، بما يعكس إيمانه العميق بالهوية الوطنية والمصلحة العامة.
إن المطلوب اليوم من وزارة الثقافة هو اتخاذ نهج تشاركي وشفاف في إدارة الموارد البشرية وتدبير شؤون الموظفين، بما يضمن التقييم الصحيح للأداء، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجة المنطقة لتطوير القطاع الثقافي بما يتناسب مع التحديات الراهنة والطموحات المستقبلية. كما نأمل أن يتم مراجعة هذا القرار بما يتماشى مع مصالح المجتمع الثقافي المحلي ويعزز من مكانة الجنوب المغربي على خارطة الثقافة الوطنية.
في النهاية، من المهم أن تكون قرارات وزارة الثقافة مستندة إلى دراسة دقيقة للأثر المحتمل على المشهد الثقافي في المناطق المختلفة، وأن تتبنى مقاربة تشاركية تضمن تحقيق الأهداف الثقافية والتنموية للمملكة بشكل عادل وشفاف.
