مشاهد بريس
خلُص تحقيق أنجزه “إعلاميين “، إلى التوصل إلى مجموعة من المعطيات الهامة والخطيرة، والتي تدق ناقوس الخطر، وهي تلك المتعلقة بفوهات الحريق الخارجية Bouches ďincendie المتواجدة بمختلف شوارع مدينة الصويرة، والتي يقارب مجموعها 160 فوهة، أكثر من نصفها معطل للأسف الشديد، وهو ما يجعل الإطفائيين في مواقف لا يُحسدون عليها، خلال تدخلاتهم لإخماد الحرائق، ويتسبب أيضا، في العجز عن السيطرة عليها، في وقت وجيز، وبالتالي الحد من شهية ألسنة النيران، والحيلولة دون آلتهامها للمزيد من الضحايا، والتقليل من حجم الخسائر البشرية والمادية.
وبحسب التحقيق المنجَز، فقد سبق لمصالح الوقاية المدنية بالصويرة، وأن دقت ناقوس الخطر، عبر إشعارها لجماعة الصويرة، بما أنها المسؤولة الأولى والأخيرة، عن صيانة وضمان جاهزية هذه الفوهات Bouches ďincendie ، بالأمر الخطير هذا، ألا وهو عُطْل ما يناهز الستين فوهة حريق بالصويرة، وذلك بحسب تقرير أنجزته المصالح المذكورة، عقِب آخر جولة ميدانية تفقدية لها، لجميع الفوهات بالمدينة، السنة المنصرمة، قبل رفع تقرير المعاينة إلى جماعة الصويرة والسلطات المحلية والإقليمية، إلا أن جماعة الصويرة، ظلت خارج التغطية، لحدود الساعة، وظل الوضع الخطير والمخيف هذا، على ما هو عليه، بل يُرَجَّح أن يكون الوضع، قد آزداد تفاقما، وسيزداد سوءً في القادم من الأيام، في ظل آستمرار تجاهل الجهات المعنية، لدقات ناقوس الخطر، التي دقتها ولا تزال تدقها مصالح الوقاية المدنية.
للإشارة، ففوهات الحريق الخارجية Bouches ďincendie تعتبر من التجهيزات التي تؤكد مصالح الوقاية المدنية على إلزامية تواجدها، للتأشير بالموافقة، على أي تسليم نهائي لمشروع ما، من تجزئات وإقامات سكنية وغيرها من المشاريع الأخرى، ومن تم تحل مصالح المؤسسة المذكورة، بمسرح المشروع، للتأكد من جاهزية الفوهات، ومدى مطابقتها للمعايير والشروط المطلوبة، وبالتالي إعطاء الضوء الأخضر للمشاريع المعنية…، كما تجدر الإشارة أيضا، إلى أن سِعة الخزان المائي لشاحنات الإطفاء، بحسب التحقيق الذي أنجزناه، يتراوح ما بين طُنَّين ونصف، وثلاث أطنان، حيث تكون الخَزَّانات هذه، ممتلئة دوما بالماء، وليس بشكل مناسباتي تستدعيه الظرفية، يتم بواسطته إخماد الحرائق البسيطة، أما الحرائق الكبيرة والشديدة، فتتطلب الإستعانة بالفوهة الأقرب لمسرح الحريق، حتى تتم مواجهة ومحاصرة ألسنة نيران رهيبة، لا تترك مجالا للإطفائيين لآسترجاع الأنفاس، وملئ خزان سلاحهم بالرصاص/الماء، فوهات مثلما سبق الذكر، يكون بعضها، للأسف الشديد غير جاهز، وهو ما يضع الإطفائيين ما بين مطرقة غضب المواطنين ولومهم بسبب ما يرونه بُطئا في التدخل، وسندان فوهات لا تسمن ولا تغني من جوع، وجودها كعدمه.
هذا وبحسب مصدر مطلع، وفي بادرة جميلة منهما، في إطار مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة للصويرة، فقد تكلفت كل من شركة وكالة العمران بالصويرة والمكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب، وبتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية بالصويرة، بآقتراح إحداث ما يقارب 30 فوهة حريق جديدة، بمختلف أرجاء المدينة العتيقة للصويرة، والتي تضمنها تصميم المشروع السالف الذكر، وهو ما من شأنه أن يبعث على الإرتياح والإستحسان، لكنه يبقى مشوبا بالتخوف مِن أن تعرف الفوهات الجديدة هذه، نفس مصير سابقاتها، وتتجرع بذلك مرارة الإهمال.