بقلم عبدالله بوعسرية
أزمة فكر أم فكر أزمة
ظاهرة أطفال الشوارع: أسبابها، وآثارها، وطرق معالجتها
تنتشر ظاهرة أطفال الشوارع بوضوح ضمن جميع المجتمعات في أنحاء العالم، خاصة في البلدان النامية والفقيرة، والبلدان التي تُعاني نزاعات أهلية وحروباً، وتُعَدُّ هذه الظاهرة إحدى الظواهر الخطيرة التي تُهدِّد المجتمعات، فهي لا تخصُّ مستقبل الطفل وحده، وإنَّما مستقبل مجتمع بأكمله؛ لأنَّه سيُواجه مستقبلاً آلافاً من الأفراد غير الأسوياء نفسياً، والذين قد يُشكِّلون خطراً على كل من حولهم.
هدا وقد صرَّحت الأمم المتحدة أنَّ ما يزيد عن 150 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم خلال وقتنا الحاضر يُصنَّفون ضمن أطفال الشوارع؛ إذ يُجبر كثيرٌ منهم على كسب لقمة عيشهم بطرق مُهينة مثل: الاستجداء والتسول والبحث في القمامة وبيع بضاعة بسيطة كباعة متجولين في الشوارع.
من هم أطفال الشوارع…..
؟
عرَّفت الأُمم المتحدة أطفال الشوارع بأنَّهم “أيُّ ولد أو بنت يتَّخذون الشارع -بمُختلف معانيه؛ بما في ذلك الخرابات والأماكن المهجورة وغيرها- مقر إقامة أو مصدر كسب للرزق، دون أن يتمتعوا بإشراف أو توجيه أو حماية كافية من قبل أولياء أمورهم الراشدين”.
كما وضع علماء الاجتماع تعريفات لظاهرة أطفال الشوارع على أنَّهم الفئة التي تقل أعمارها عن ثمانية عشر عاماً، ويُمارسون حياتهم الطبيعية (أو المفترض أن تكون طبيعية) في الشوارع بدلاً من البيوت، كما أنَّ علاقاتهم الأسرية تكون مفككة أو منقطعة تماماً.
وتُقسِّم اليونيسف أطفال الشوارع ثلاث فئات:
- فئة القاطنين في الشوارع:
وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع دائماً، في المباني المهجورة، والحدائق العامة، والأرصفة، وتكون علاقتهم بأسرهم منقطعة. - فئة العاملين في الشوارع:
هم الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في الشوارع في أعمال مختلفة، مثل البيع المتجول أو التسول، وقد يعودون ليلاً إلى بيوتهم، أو يقضون الليل في الشارع. - أُسر الشوارع:
أطفال يعيشون مع أسرهم في الشارع، ومعظمهم يعملون في الشارع، منهم من هم مُجبرون على ذلك، ومنهم للمساهمة في دخل أسرته.
أسباب ظاهرة أطفال الشوارع:
هناك كثيرٌ من الأسباب التي جعلت من الأطفال أطفال شوارع، وتُقسم هذه الأسباب إلى:
- أسباب عائلية:
انشغال الأبوين عن أطفالهم، وحرمانهم من الاهتمام والحنان، وعدم متابعتهم ومعرفة ما يحتاجون وما يواجهون؛ الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بالغربة في أسرته ويهرب منها إلى الخارج.
التفكك الأسري؛ فالأسرة المفككة التي تسودها مشاكل وخلافات بين الأم والأب، وحالات انفصال الأب والأم وإهمالهم أطفالهم، ورمي كل منهما مسؤوليته على الطرف الآخر؛ يُفقِد الأطفال الأمان الأسري ويشعرهم بالضياع، ممَّا يؤدي لتشتت الأطفال ودفعهم إلى الشارع.
العنف الأسري؛ حيث يُمارس كثير من الآباء والأمهات العنف على أطفالهم، ممَّا يجعل الطفل يهرب من هذا الجحيم إلى الشارع، كما أنَّ رؤية الطفل أمَّه تُضرب وتُعنَّف تجعله يميل إلى الهروب من البيت.
كثرة الأولاد في ظل حالة مادية سيئة؛ ينتج عنها إهمال للطفل واحتياجاته، ممَّا يدفع به إلى الشارع.
التمييز بين الأولاد في المعاملة، وتفضيل أحدهم على الآخر، ممَّا يخلق عقداً نفسية لدى الطفل، قد تدفعه لكره البيت والهرب إلى الشارع.
اليتيم، عندما يفقد الطفل أحد والديه أو كلاهما تقل الرقابة عليه، ممَّا قد يدفعه للانحراف أو الانضمام إلى أطفال الشارع.
القسوة وفقدان الحنان، غالباً ما تؤدي معاملة الطفل بقسوة من والديه، أو من أحد الأقارب، أو في المدرسة، إلى هروبه للشارع.
عمل الوالدين، قد يعمل الوالدان في أعمال منحرفة أو غير أخلاقية، من شأنها أن تؤدي إلى انحراف الأطفال أيضاً.
هده النمادج من الطفولة التي تفترش الارض وتلتحف السماء نجدها بكثرة فالمحطة الطرقية بانزكان وأحياءها الهامشية مما يسجل غياب لجن المراقبة والمصالح الإجتماعية والسلطات الإقليمية والمحلية لاسيما أن هاته الفئة تعيش في ظروف قاهرة في الأيام الماطرة.