عيسی هبولة
وصفت العديد من الصحف الأميركية والبريطانية الوضع في أمريكا باللحظات الخطرة عقب الانتخابات الرئاسية الحالية بسبب رفض الرئيس “دونالد ترامب” الاعتراف بنتائجها التي تمنح الفوز للمرشح الديمقراطي “جو بايدن”.
وقالت صحيفة “الغارديان” (The Guardian)، أن المرشح الديمقراطي “جو بايدن” سيحتاج إلى إعادة بناء مصداقية حكومة الولايات المتحدة بعد أن أفرغت “الترامبية” مؤسساتها، وهذا يعني تقديم الأمل لبلد يواجه وباء وركودا اقتصاديا، كما سيتعين عليه إعادة تأكيد دور أميركا لمساعدة العالم في إيجاد حلول لمشكلاته، وهو الدور الذي غاب في عهد ترامب عندما كان العالم في أمسّ الحاجة لذلك.
وأضافت الصحيفة، إن السيناريو الأكثر إثارة للرعب هو أن يظل الخلاف دون حل حتى 20 يناير/كانون الثاني 2021 موعد افتتاح الولاية الرئاسية الجديدة، إذ سيكون الجيش غير متأكد بشأن من يحق له الحصول على الرموز النووية كقائد له، وأن ينتهي ذلك بإعلان المدعي العام الأميركي وليام بار أنه من الصحيح قانونا أن يتم الاعتراف بترامب رئيسا لولاية ثانية في حين يدعو الديمقراطيون إلى احتجاجات على مستوى البلاد لطرد واضعي اليد على البيت الأبيض.
وقالت “التايمز” البريطانية (The Times)، إن أمل أميركا يكمن في أن تتمكن الأصوات المعتدلة في الإدارة والحزب الجمهوري من إقناع المسؤولين الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد وكرامة منصب الرئيس على أفضل وجه.
وحذرت “التايمز” من أن كثيرين قد يترددون في التحدث خوفا من القوة المتبقية لترامب في الحزب، ومن أنه كلما طالت فترة سماحهم لهذا الوضع بالاستمرار، زاد الضرر ليس فقط على سمعتهم وسمعة حزبهم، ولكن أيضا على قوة واستقرار البلد الذي انتخبوا لخدمته.
ووصفت “التايمز”ما تمر به الولايات المتحدة حاليا بأنه “لحظة خطرة”، مستندة علی أن العملية الانتخابية تتيح الوقت للطعون القانونية، وإلى أن المجمع الانتخابي لن يجتمع للإدلاء بأصواته رسميا للرئيس الجديد حتى 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وأن الخطر يكمن في أن ترامب يقوم حاليا بتصعيد التوتر بدل السماح بصبر لعملية العد والعملية القانونية بأن تأخذا مجراهما، الأمر الذي يجعل الأسابيع القادمة تهدد باضطراب خطِر.
وقالت “واشنطن بوست” (Washington Post)، إن أميركا تواجه حاليا لحظة محفوفة بالمخاطر لم تواجهها في الأزمنة الحديثة بسبب أن الرئيس المنتهية ولايته يتصرف بشكل شائن، وينشر الأكاذيب، ويثير مزاعم لا أساس لها من تزوير الانتخابات بدل الاستعداد للتنازل كما يفعل أي شخص يهتم بالديمقراطية.
وأضافت “واشنطن بوست” إن العديد من الجمهوريين مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ “ميتش مكونيل”(كنتاكي) حاولوا الدفاع عن مزاعم ترامب بطريقة تتستر بالحياد، قائلين إن الوقت قد حان ليعلن كل شخص في موقع المسؤولية أن مزاعم ترامب كاذبة وأنه لم يحدث أي احتيال، كما فعل بعض الجمهوريين.