هشام عدراوي/مشاهد بريس
يعد سائق سيارة الإسعاف المحسنين من قبيلة أولاد بن الشاوي مثالًا حيًا على الشهامة والإنسانية، حيث يكرّس نفسه لخدمة مرضى دائرة الزمامرة بلا مقابل، مفضلاً تقديم يد العون على الماديات. هذا الشاب يبذل كل جهوده لإسعاف الحالات الطارئة ونقل المرضى من مناطق نائية إلى المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، غير متردد في تحمّل تكاليف الوقود وأي نفقات إضافية تنشأ في طريقه. يراعي في عمله المبادئ الإنسانية، ساعيًا لأن يكون حلقة الوصل بين الحاجة إلى الرعاية الصحية والعوائق التي تواجه السكان، دون أي تفكير في ربح مادي.
يتضح من جهوده أن هذا السائق يؤمن بأن قيمة الحياة تفوق أي مكسب مادي، فكل رحلة يقوم بها ليست مجرد وسيلة نقل، بل تعتبر دعماً معنوياً ومادياً للمرضى وأهاليهم. ولأنه يدرك واقع بعض المرضى الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف الانتقال إلى المستشفيات، فإنه يوفر خدماته بشكل مجاني “كيخلص من جيبو بعد المرات”، متحملًا ضغوط العمل وتكاليف الوقود بنفسه.
لكن الغريب والمؤلم أن هذا العمل الإنساني البسيط قد أصبح هدفاً لبعض الأفراد عديمي الضمير، الذين يسعون لتحطيمه بدلًا من دعمه. هؤلاء الأشخاص، سواء بدافع الحسد أو رغبة في السيطرة، بدأوا في محاولة عرقلة جهوده وافتعال العقبات أمامه. وفي بعض الأحيان، يصل بهم الأمر إلى نشر الشائعات أو التهديدات، في مسعى منهم لإيقاف هذا المشروع الإنساني الذي لا يخدم سوى المحتاجين.
للأسف، في مجتمعٍ يعاني بعض سكانه من ظروف صحية صعبة ونقص في وسائل النقل الطبي، فإن وجود شخص محسن يقوم بمثل هذه المهمة يجب أن يكون مدعاة للفخر والدعم من الجميع، بدلاً من أن يجد العراقيل في طريقه. ولكن رغم هذه التحديات، يواصل هذا السائق الشاب عمله بإصرار، مؤمناً بأن رسالته أكبر من أي حقد أو ضغينة.
ختاماً، يجسد هذا السائق صورة مشرقة لروح التعاون والعطاء في المجتمع، وهو نموذج يستحق التقدير والدعم من الجميع.