مشاهد بريس
على وقع الصدمة، صحا سكان طنجة، السبت الجاري، بعد أن انكشفت خيوط جريمة ظلت مجهولة الفاعل لمدة 6 سنوات كاملة.
ولم تكن الصدمة ناتجة عن اكتشاف جثة ضحية جريمة قتل فقط، بل كانت، أيضا، لكون الفاعل لم يكن سوى زوجته وأبنائه الأربعة !
صدفة أسوأ من ألف ميعاد
بحي طنجة البالية، الذي يقع في هضبة تطل على البحر المتوسط، كادت الزوجة وأبناؤها ينفذون فعلا ما يعرف بالجريمة الكاملة، فقد قاموا بفعلتهم، وفق ما كشفته التحقيقات، سنة 2018.
لكن الأقدار كان لها تصريف آخر، حيث تم إيقاف الزوجة وأبنائها في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات، وأثناء التحقيق بدأ يتضح لعناصر الأمن إرهاصات شكوك حول وجود جريمة أخرى.
وكانت عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة، قد تمكنت، بالتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف ستة أشخاص نهاية الأسبوع الماضي، بينهم الأسرة المعنية بالجريمة.
وأسفرت عملية التوقيف عن ضبط كمية كبيرة من المخدرات تشمل 4331 قرصًا مهلوسًا من نوع “إكستازي”، و17 جرعة من الكوكايين، و290 غرامًا من الهيروين، و52 عبوة من غاز التخدير.
كما تم حجز سيارة و42 قرصًا طبيًا مخدرًا، و700 غرام من مواد كيميائية تستخدم في إعداد مخدر الإكستازي، بالإضافة إلى مبالغ مالية بالعملة الوطنية والأجنبية يُشتبه في كونها من عائدات النشاط الإجرامي.
وبعد تعميق البحث، خصوصا أن اختفاء الزوج ظل غامضا منذ ذلك الحين، اتضح أن الرجل قد قتل قبل ست سنوات، وتم إخفاء جثته في مكان لا يخطر على بال.
إخراج الجثة:
مكنت الأبحاث المعمقة والخبرات التقنية المنجزة، إذن، من التحقق من اختفاء الزوج المتغيب منذ ست سنوات في ظروف مشبوهة، حيث تم العثور على جثته واستخراجها بعدما تم دفنها من طرف أفراد عائلته في جدار إسمنتي بمنزل يوجد بمنطقة طنجة البالية.
خلفت الحادثة صدمة حقيقية، خصوصا لدى ساكنة المنطقة التي تفاجأت بالمشهد غير المألوف للشرطة العلمية والتقنية، التي دخلت المنزل المقصود، قبل أن تخرج جثة متحللة، وسط ذهول سكان الحي، الذين اكتشفوا تفاصيل الحادثة لاحقا.
تم إيداع جثة الهالك التي تعرضت للتحلل شبه الكامل بمستودع الأموات رهن إشارة التشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة والكشف عن ملابساتها الحقيقية، بينما تم إخضاع زوجته وأبنائه للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية.