مشاهد بريس
حرص المغرب في مشاركته في “إكسبو دبي 2020 “، أن يكون حضوره مميزا ، ويقدم صورة شاملة عما تزخر به المملكة ، ويسافر بزواره ، بشكل مختلف ، عبر عوالم فنونه ، وثقافته المتعددة الروافد ، وإلى اقتصاده الآخذ في التطور ، والغوص في عمق تاريخه الغني .
لذلك ، تمنح زيارة الجناح المغربي ، الذي اختار شعار ” موروث للمستقبل.. من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة ” ، فرصة غير مسبوقة لولوج فضاء جاذب ، من خلال القاعات الثلاثة عشر المؤثتة لطوابقه السبعة ، والتي تشمل معروضات ماضي المغرب الخالد ، وحاضره المشرق ، ومستقبله الذي يستشرفه بخطى ثابتة ، وتجارب حياة .
الجولة ، بمثابة بطاقة سفر ذهبية لكل زائر ، تقدم معلومات ومعطيات ، تكشف عن غنى ثروات أرض المغرب ، منها ما لا يستقيم له العيش إلا في ربوعه ، كشجرة الأركان ، وأيضا النباتات الطبية والعطرية العديدة والمتنوعة ، وعن مواقعها ومكوناتها ، وكل ما يتعلق باستعمالاتها.
فمن أكثر القاعات التي تستقطب الزائر وتثير فضوله ، قاعة “حكايات الأركان” ، التي تسلط الضوء على هذه الشجرة القوية الشامخة ، والنادرة ، المنتشرة غاباتها في منطقة سوس ، خاصة بضواحي أكادير ، ومدن الصويرة وتزنيت وتارودانت ومناطق أخرى محاذية ، لتحتل مساحة شاسعة للمنطقة تزيد عن 71 في المائة .
داخل القاعة وعلى يمينها ، وضع نموذج لشجرة الأركان ، وثمارها التي يستخرج منها الزيت ، أو ما أصبح يسمى ب”الذهب السائل ” ، ليتعرف الزوار على شكلها ، وبعدها متابعة فيديوهات مصورة على طريقة أفلام كارتون ، تظهر فيها نساء بلباس عصري وتقليدي مغربي ، تسردن ، حكايات تكشف أسرار هذه الشجرة ، الملهمة ، القوية في الجذور ، والقديمة في التاريخ ، والقادرة على مواجهة كل التقلبات المناخية ،والتأقلم مع أي طقس .
حكاية شجرة الاركان ، ذاع صيتها على مستوى العالم ، اعتبارا لقيمتها كإرث إنساني ، ثم لفوائد ثمارها الصحية المتعددة ، وتطور استعمالاتها ، حتى أصبحت جزءا هاما في صناعة العديد من مستحضرات التجميل ، بأكبر الشركات العالمية ، التي أدركت قيمتها ، فاكتسحت أسواقا بأبعد نقطة في المعمور .
تخبر المتحدثات في الفيديو الزوار ، بكل ما يتعلق بهذه الشجرة ، التي أضحى لها يوما عالميا ، اختير له تاريخ العاشر من ماي من كل سنة، بعد أن صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على هذا القرار بإجماع كل الأعضاء ، استجابة لطلب تقدمت به المملكة ، موطن هذه الشجرة ، وتاريخ الاحتفال بها الذي أقيم لأول مرة خلال السنة الجارية ، بمشاركة دولية ، مستوحى من موعد نضج ثمار الأركان.
أما بالنسبة لقاعة ” قوة النباتات “، فإن العنوان يفصح عما تعرضه هذه القاعة من نباتات طبية وعطرية ، فهي تحتاج إلى أكثر من زيارة لاكتشاف خبايا هذه الثروة ، وما تقدمه من معلومات ، وفرها الأجداد وبحث فيها الأبناء ، ولأهميتها القصوى أحدث من أجلها المغرب وكالة وطنية تعنى بها ، وتوسيع استعمالاتها في مجالات كالطب التقليدي ، وحفظ الأغذية ، وفي التصدير .
عند دخول الزائر لقاعة النباتات ، المصممة بشكل يسهل التعرف على محتوياتها ، أول ما يصادفه لوحة كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية ، تعريف مقتضب عن النباتات في المغرب، إلى جانب ترجمة عدد من أنواعها إلى اللغة الانجليزية .
وتشير اللوحة إلى أن ” البيئة المغربية تمتاز بالتنوع والغنى ، والسخاء ، وأحصي أكثر من 4200 نوع من النباتات ، منها 600 نوع يستعمل للاغراض الطبية أو العطرية ، مما يفسر تمكن المغاربة منذ القدم من تسخير القدرة الخارقة للنباتات في علاج مختلف الامراض والعلل ، وها نحن اليوم ، نرى علماءنا يأخذون بدستور الأدوية الأصيل ، حتى يستلهموا منه حلولا مبتكرة للتصدي لأبرز تحديات الصحة العامة ، كمقاومة المضادات الحيوية” .
وتبرز القاعة مدى تطور هذه النباتات في المغرب ، المواد الأساسية المستخرجة منها ، حتى صار يحتل المركز 12 عالميا على مستوى التصدير ، بما يناهز 52 ألف طن من الأعشاب خاصة الخروب ، والورد ، وإكليل الجبل وغيرها ، و5000 طن من الزيوت التي تحقق إيرادات هامة .
فالمغرب فتح من خلال مشاركته في المعرض العالمي ، الذي يتواصل إلى غاية شهر مارس المقبل ، إلى جانب أزيد من 190 دولة ، فتح أبوابه لزواره ، من مختلف مناطق العالم ، لتعريفهم بتاريخه وهويته ، وكذا إنجازاته ، الفنية والثقافية ، ومؤهلاته الطبيعية والبشرية ، ورؤيته المستقبلية .
لهذا الغرض ، خصص ، ثلاثة عشر غرفة ، كل واحدة منها تتحدث عن جانب يحدده عنوانها ، ك” قابل سلفك” ، و” المستكشفون المغاربة” ، و”الحركة” ، و” الروابط والتنمية” ، و” اكتشاف أفريقيا” ، و”فنانو المغرب”، و”فقاعة الحياة” ، و” حكايات الأركان”، و”إطلاق الطاقات” .