شعيب خميس/مشاهد بريس
شهدت مدينة مراكش مساء الخميس 13 فبراير 2025 حادثاً مأساوياً بُنيَةً لقصر المؤتمرات، حيث اندلع حريقٌ مهول داخل مصعد بالمبنى، أودى بحياة شخصين وأصاب ثلاثة آخرين بإصابات خطيرة، وسط استنفارٍ أمنيٍ واسعٍ وتدخلاتٍ عاجلةٍ لفرق الإطفاء والإنقاذ.
اندلع الحريق داخل مصعد بقصر المؤتمرات أثناء قيام عمال صباغة وتجهيز بأعمالهم استعداداً لاحتضان المؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية المقرر بين 18 و20 فبراير الجاري . وقد تسبب الحريق في احتجاز العمال داخل المصعد، ما أدى إلى وفاة شخصين اختناقاً واحتراقاً، بينما نجا ثلاثة آخرون بإصابات حرجة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الجامعي محمد السادس لتلقي العلاج العاجل .
وأشارت مصادر محلية إلى أن الضحايا كانوا يعملون ضمن شركة خاصة مكلفة بأشغال التهيئة، ما يسلط الضوء على ظروف عملهم واحتمال وجود تقصير في إجراءات السلامة خلال تنفيذ المهام .
هرعت فرق الوقاية المدنية والأمن الوطني إلى موقع الحادث، برئاسة والي أمن مراكش محمد مشيشو، حيث تم إخماد النيران بسرعة وإنقاذ المصابين، كما جرى نقل جثتي الضحيتين إلى مستودع الأموات بمستشفى باباوات .
وفُتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق، إذ تشير الفرضيات الأولية إلى احتمال وجود خللٍ تقني في النظام الكهربائي للمصعد، أو تسرب مواد قابلة للاشتعال أثناء نقلها من قبل العمال .
يأتي الحادث في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان القصر يستعد لاستضافة الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية، الذي سيشارك فيه وزراء نقل من دول مختلفة . وهذا التزامن أثار تساؤلات حول مدى جاهزية البنية التحتية والتدابير الوقائية في المنشآت العامة، خاصةً مع وجود تقارير سابقة تشير إلى حوادث مماثلة في مواقع تحت الإنشاء .
أعربت السلطات عن تعازيها لأسر الضحايا، مع تأكيدها على ضرورة تعزيز معايير السلامة في المواقع الإنشائية والمؤسسات العامة. كما دعا نشطاء ومهندسون إلى مراجعة شاملة لبروتوكولات الوقاية من الحرائق، خاصةً في المباني التي تستضيف أحداثاً دولية .
وعلق أحد شهود العيان: “المأساة تكشف هشاشة الإجراءات الوقائية رغم الأهمية الاستراتيجية للموقع”، مشيراً إلى أن استجابة فرق الإطفاء كانت “بطيئة نسبياً” مقارنة بالمعايير الدولية .
تُذَكِّرُ هذه المأساة بأهمية توخي الحذر في المنشآت قيد التجهيز، وتُعيد الجدل حول ضرورة تطبيق معايير صارمة للسلامة، لا سيما في ظل استضافة المغرب للعديد من الفعاليات الدولية. وفي انتظار نتائج التحقيقات، تبقى أسئلة عالقة حول المسؤولية وتداعيات الحادث على سمعة المدينة الحمراء كوجهةٍ آمنةٍ للاستثمار والسياحة.