شعيب خميس/ مشاهد بريس
هزت صباح اليوم الجماعة الترابية بني رزين بإقليم شفشاون، حادثة عنف مأساوية راح ضحيتها تلميذٌ يبلغ من العمر 15 عاماً، إثر تعرُّضه لطعناتٍ بسكين خلال مشاجرة عنيفة نشبت بينه وبين تلميذ آخر بالقرب من مؤسسة إعدادية بني رزين. الحادثة أثارت ذعراً واسعاً بين السكان والتلاميذ، وسط تساؤلات حول تفاصيل الواقعة وضغوطات لتعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت التعليمية.
ووفقاً لمصادر محلية، اندلعت مشاجرة بين التلميذين في ساعات الصباح الأولى، ما أدى إلى استخدام أحد الطرفين سلاحاً أبيض (سكيناً) تسبب في إصابة التلميذ المتوفى بجروحٍ خطيرة نزف على إثرها قبل أن تُنقَذ حياته محاولات نقلِه إلى المستشفى الإقليمي. وتمكنت المصالح الأمنية من تحديد هوية المشتبه به، الذي لا يزال طليقاً، فيما تُواصل فرق الدرك الملكي والشرطة القضائية حملات تفتيش مكثفة للإمساك به تمهيداً لإحالته على العدالة.
كما أكدت مصادر قضائية أن النيابة العامة المختصة باشرت تحقيقاتٍ أولية تحت إشراف القضاء الإقليمي، حيث جرى تشريح جثة الضحية في مستشفى شفشاون لتحديد الظروف الدقيقة للوفاة. كما تمت الاستماع لشهود عيان من تلاميذ وأساتذة، بينما لا تزال تحقيقاتٌ ميدانية جارية لرصد ملابسات الحادث، بما في ذلك خلفيات النزاع والأسباب التي أدت إلى تصاعده إلى مستوى العنف المميت.
وقد خلفت الحادثة صدمةً عميقة في أوساط المجتمع المحلي، خاصة بين أسر التلاميذ والعاملين في المؤسسة التعليمية. وأعرب عدد من السكان عن قلقهم من تكرر حوادث العنف بالمنطقة، مُطالبين بتكثيف الدوريات الأمنية وتركيب كاميرات مراقبة حول المدارس، بالإضافة إلى تعزيز برامج التوعية للحد من السلوكيات العدوانية بين الشباب.
من جهتها، ناشدت جمعية آباء وأولياء التلاميذ الجهات المعنية “التدخل العاجل” لضمان حماية التلاميذ ومراجعة سياسات الوقاية من العنف في الوسط المدرسي. كما أكد المدير الإقليمي للتعليم في شفشاون أن “المديرية ستتعاون مع السلطات الأمنية لمعالجة التداعيات النفسية على التلاميذ عبر تنظيم جلسات دعم نفسي”.
تسلط الحادثة الضوء مجدداً على تحديات الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية في المناطق النائية، وتُعيد الجدل حول ضرورة تبني استراتيجيات متكاملة تجمع بين التوعية الاجتماعية، والإجراءات الوقائية، والتدخل الأمني الحازم، لمنع تكرار مثل هذه المآسي الإنسانية التي تهز ضمير المجتمع.
