سعيد اوهمان
لا يُمكن أن تمرّ من جبال إداوتنان متجها صوب بلدة أزيار المتاخمة أقاصيها، من دون أن تمرّ على بلدة تحمل اسم “جيتاكل”، الواقعة على مقربة من وادي “أيت آمر”، يثيرك هذا الاسم الذي الذي يتحمله واجهة مركزية البلدة “مجموعة مدارس الأركان – جيتاكل”.
بحثنا وسألنا عن التسمية فاختلفت المقاربات وتعدّدت، منه من قال إن أهل البلدة عرفوا منذ زمن بالخير والعطاء، وبأن كل من مرّ منها يمنح له ما لذّ وطاب من خبز بلدي وسمن محلي وعسل شهي ولبن من دون طمع، خاصة وأن البلدة معروفة بكون عدد من أهاليها من رجال الأعمال والمال، استثمروا في أكادير وإنزكان ومراكش والدار البيضاء والرباط وطنجة وفاس وغيرها، لتتحوّل قرية “جيتاكل” اليوم إلى بلدة تندُب حظّها العاثر من التنمية، بها دوار مشتّت لم يعد يقطنه سوى من لا قدرة لهم على الهجرة إلى المدينة أمام شظف العيش وغلاء تكاليف الحياة والجفاف..
غير أن اسم “جيتاكل” احتفظت به لسنوات يافطة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رغم تغير تسمية الوزارة، والذي صار يطلق على “مركزية المجموعة المدرسية الأركان”، التي تندب هي الأخرى حظّها العاثر من التأهيل لحظة المرور عليها الأسبوع الماضي، والحقّ يقال أن “جيتاكل” لا ينبغي أن تطلق على هاته القرية المظلوم أهلها بهذه التّسمية، بل على مصالح ومؤسسات مرّ منها أشخاص ولم يتركوا فيها إلا ولا ذمّة.
وللحقيقة والتّاريخ، فكما وضعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي اسم “جيتاكل” على مركزية مجموعة مدارس الأركان، الواقعة على يسار منعرج، حيث لا زيت الأركان ولا أشجاره بقيت هناك، بعدما التهمها قراصنة “تِيزْنِينْتْ” (حبّة الأركان) وتركوا للمنطقة الإسم ونقع الغبار والجفاف فقط، أن يتم تثبيت يافطات، كما فعلت هذه الوزارة، على مؤسّسات وإدارات في مناصب مرّ منها وعليها أشخاص فاسدون، لم يحاسبوا ولم يساءلوا، بل منهم من تعاقبوا عليها وصاروا يتظاهرون بأن هناك من يحميهم، ولم يدعوا يوما للإجابة عن سؤال: من أين لك هذا؟ حتى صاروا يطبّقون عليها: جي تاكل.
وحتّى يكون الاستدلال بالعكس، يُفترض أن تتبث على مواقع ومناصب يافطة: “جيتاكل”..فكلّما هرع عدد من المتسلّقين ومصّاصي دماء وأموال الشّعب للظّفر بالمنصب، أي منصب مسؤولية، إلاّ ويجب محاسبته ومساءلته إداريا وقانونيا ولم لا تأديبيا، إذ ذاك لن يتجرّأ أحد على الهرولة ببطنه قبل استحضار عقله وضميره المهني والاخلاقي، حتى لا يصير كلّ منصب يرفع له شعار: “جي تاكل”،مُضمرًا بوساطات معلومة أو توافقات، ونفتقد ثقة يزداد شرخُها يومُا بعد يوم، وقد لا نجد ما يُمكن ترقيعه اليوم أو غدًا.