مشاهد بريس
أكدت ورشة تفكير حول الحماية القانونية والمؤسساتية لحقوق الطفل في زمن الجائحة، الجمعة الماضي بالعيون، أن جائحة كورونا أثرت على فعلية حقوق الطفل وأبانت عن قصور الأطر القانونية الناظمة لهذه الفئة، لاسيما الأطفال في وضعية هشاشة.
وأوضحت الورشة التي نظمتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون-الساقية الحمراء بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن سياق الجائحة حجّم من تمتع الطفل بحقوقه المكفولة شريعة وشرعة، وقلص من مصالحه الفضلى ولم يتح له خلالها أن ينمو ويتعلم ويلعب ويتطور ويزدهر على النحو المطلوب.
وعلى صعيد آخر، شكلت مناسبة لبسط اختصاصات وأدوار الآلية الوطنية للتظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الأطفال، وسانحة لاستجلاء محورية حقوق الطفل في السياسات العمومية، من خلال إبراز ماهية العنف وضروبه التي من الممكن أن يتعرض لها، إضافة إلى أصناف الحقوق التي تتمتع بها هذه الفئة التي تعد “سواعد المستقبل”.
وتسترشد هذه الآلية-حسب الورشة ذاتها- بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948، وإعلان حقوق الطفل 1959، واتفاقية حقوق الطفل 1989 وبروتوكولاتها الاختيارية، إضافة إلى القوانين الوطنية الخاصة بحقوق الطفل، داعية إلى ملاءمة التشريع الداخلي مع القانون الدولي، إحقاقا لفعلية حقوق الطفل وضمانا لمصلحته الفضلى، مع إيلاء مزيد العناية لتنسيق التدخلات بين القطاعات الحكومية وضمان التقائية السياسات العمومية وعدم تبديد الجهود الرامية إلى حماية حقوق الطفل وحسن تفعيلها.
وقال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون-الساقية الحمراء، توفيق البرديجي، إن لجائحة كورونا تداعيات جمة على فعلية الحقوق بصفة عامة وعلى حقوق الطفل بصفة خاصة، مؤكدا أن الجائحة أثرت على أصناف من حقوق الطفل، لاسيما خلال الحجر الشامل الذي منعهم من الحركة وصدهم عن المدارس التي تعد “جزء من حيواتهم”، كما حجّم من الولوج إلى وسائل ترفيههم.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الجائحة أثرت أيضا على حقوقهم في التعلم، كما أن المصلحة الفضلى التي زاوجت ما بين التعلم عن بعد والتعلم الحضوري، غير مكتملة ولم تثمر النتائج المرجوة، مضيفا أن “الجائجة صاغت علاقات اجتماعية بين الأطفال بطعم التباعد الجسدي، وعمليا بتباعد اجتماعي مما يؤثر على تنشئة الطفل الاجتماعية ويستدعي إنجاز دراسات سوسيولوجية نفسية لرصد التداعيات الحقيقية لهذه الجائحة على حقوق الطفل ونفسيته”.
من جانبه قال رئيس منتدى الصحراء لحقوق الطفل، عمر خطاري، إن الورشة تعد باكورة أنشطة المنتدى التي نظمها بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، مشيرا إلى انفتاح هيئته على مجموعة من الشركاء من قبيل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان والتعاون الوطني ووزارة الثقافة والشباب والرياضة.
كما استعرض في تصريح مماثل، جملة الأنشطة التي نظمها المنتدى وتمثلت في حملات تحسيسية طالت ساكنة الجماعات القروية بإقليم العيون، وورشات موضوعاتية تستهدف الأطفال وسبل تحصينهم من الاستغلال الجنسي وحمايتهم من فيروس كورونا المستجد.