سعيد اوهمان
مدينة تيزنيت، أو “مدينة الفضّة”، تعتبر إحدى الجواهر النادرة في جنوب المغرب، حيث تجمع بين الأصالة والجمال الطبيعي والموروث الثقافي المتنوع.
تقع تيزنيت على بعد نحو 90 كيلومترًا جنوب مدينة أكادير، وتمتد على أعتاب الصحراء وأمامها المحيط الأطلسي، مما يمنحها طابعًا جغرافيًا فريدًا بين البحر والصّحراء.
تأسّست تيزنيت عام 1882 بأمر من السّلطان مولاي الحسن الأول، وكانت تهدف حينها إلى تعزيز التواجد المغربي في المناطق الجنوبية من البلاد ومواجهة التهديدات الاستعمارية. عرفت تيزنيت قفزة كبيرة في التنمية الحضارية وتوطدت كمركز إداري وعسكري، لتُصبح مع مرور الوقت رمزًا للثقافة الأمازيغية الأصيلة.
من أشهر معالم تيزنيت وأكثرها تميزًا هو صناعة الفضة التي تعد من الحرف اليدوية التقليدية التي جلبت شهرة المدينة ولقبتها بـ “عاصمة الفضة”. فالحرفيون في تيزنيت بارعون في صياغة الفضة، ويبدعون في صنع الحلي التقليدية كالخواتم والأساور والأقراط، التي تُجسّد رموزًا ثقافية أمازيغية عريقة.
يعتمد الحرفيون على تقنيات قديمة وأدوات بسيطة لصياغة قطع فنية متقنة، تعكسُ روح الأصالة وجمال التراث المغربي.
يُقام في المدينة مهرجان الفضّة سنويًا، حيث يحتفي الصناع والحرفيون بهذا الفن ويعرضون إبداعاتهم، ويعد فرصة للزوار لاكتشاف الحرف التقليدية وشراء منتجات فضية نادرة. كنما تتوفر تيزنبت في حاضرتها وأريافها على موروث أمازيغي لم يستثمر بعد كما يجب، وكما يتطلّع إلى ذلك أبناء وبنات المنطقة.