شعيب خميس/مشاهد بريس
في عملية أمنية مُحكمة، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش يوم الأربعاء 5 فبراير 2025 الجاري ، من توقيف سيدة تبلغ من العمر 48 سنة، للاشتباه في تورطها بقضية اتصالات بالاتجار بالبشر، واستغلال قاصرين في أنشطة إجرامية، وفق ما أكدته مصادر أمنية وقضائية متطابقة.
أظهرت التحريات الأولية أن المشتبه بها استدرجت خمسة ضحايا، بينهم أربعة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، مستغلة ظروفهم الاجتماعية الهشة لإجبارهم على الانخراط في أعمال التسول وممارسة الفساد تحت تهديد العنف الجسدي والنفسي. وأشارت التقارير إلى استخدامها أساليب الإكراه، مثل الحرمان من الاحتياجات الأساسية، لفرض السيطرة على الضحايا، مما جعلهم عاجزين عن الهروب من هذه الحلقة الإجرامية.
جاءت عملية التوقيف بعد مراقبة استمرت لفترة، حيث ضُبطت السيدة داخل منزل تستغله بمدينة مراكش، وهي في حالة تلبس بارتكاب الأفعال المنسوبة إليها. وقد تدخلت خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف فوراً لتقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا، الذين عانوا من انتهاكات جسدية وجنسية خطيرة.
وضعت النيابة العامة المختصة المشتبه بها تحت تدابير الحراسة النظرية، وذلك تمهيداً لإحالتها إلى القضاء بعد اكتمال التحقيقات. وتعمل السلطات حالياً على تعميق البحث لتحديد الشبكة الإجرامية المحتملة وراء هذه الجريمة، بما في ذلك توقيف شركاء آخرين قد يكونون متورطين.
أثارت القضية غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بحملات أمنية مكثفة للقضاء على ظاهرة استغلال الأطفال، خاصة في المناطق السياحية مثل مراكش التي تشهد تدفقاً كبيراً للزوار. كما طالب البعض بإنشاء خطوط إبلاغ ساخنة للإبلاغ عن حالات الاستغلال، وتعزيز التعاون بين الجمعيات الحقوقية والجهات الأمنية.
تُسلط هذه الواقعة الضوء على التحديات التي تواجه المغرب في مكافحة الاتجار بالبشر، خاصة مع تزايد حالات استغلال القاصرين في التسول والدعارة. وتؤكد البيانات الرسمية أن 20% من قضايا الاتجار بالبشر المسجلة في السنوات الأخيرة تتعلق باستغلال الأطفال، ما يستدعي تفعيل استراتيجيات وقائية أكثر صرامة.
في حين تُعد عملية التوقيف خطوة إيجابية، تبقى الحاجة ملحة لتعزيز آليات الحماية الاجتماعية، وتوعية الأسر بمخاطر هذه الجرائم، وإصلاح الثغرات القانونية التي تتيح للمجرمين الإفلات من العقاب. فالقضاء على هذه الظاهرة يتطلب جهوداً متكاملة، تبدأ بالإنقاذ وتنتهي بإعادة التأهيل.