مشاهد بريس
خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السبت، الذكرى السادسة والستين للزيارة التاريخية لجلالة الملك المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، لمدينة تطوان في 09 أبريل 1956.
وتم بالمناسبة عقد مهرجان خطابي بمقر عمالة تطوان، جرى خلاله تسليط الضوء على سياق ودلالات هذه الزيارة التاريخية التي وصفت بالمحطة البارزة والمفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، ان اختيار بطل التحرير والوحدة لحاضرة تطوان لتكون المكان التاريخي لإعلان وتثبيت وحدة شمال الوطن بجنوبه، لم يكن من محض الصدفة، بل إن اختيار مدينة تطوان نابع من كونها كانت مركزا للسلطة الاسبانية ومقرا لقيادتها العليا، بعد أن اختار في نونبر 1955 مدينة الرباط عاصمة ملكه ليزف لشعبه بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال وإعلانه دخول المغرب مرحلة الجهاد الأكبر، جهاد بناء الوطن والإنسان.
وأضاف السيد الكثيري ان الزيارة الملكية الميمونة إلى مدينة تطوان جاءت كعربون وفاء وتقدير من جلالته، وتكريما لسياسييها ومناضليها ومقاوميها ولكل نسائها ورجالاتها على الأدوار الرائدة التي اضطلعوا بها والتضحيات الجسام في درب الحرية والوحدة الوطنية، بمختلف شرائحهم وفئاتهم السيوسيو ثقافية والمهنية التي اشتهرت بوطنيتها الخالصة وبحبها للعلم والعلماء وتفوقها في مجالات الثقافة والأدب والفنون وريادتها في العمل الصحفي والإعلامي، مضيفا أن تطوان كانت دوما مركزا عتيدا للمقاومة الصامدة وبوابة مشرعة للانفتاح الواعي والإيجابي والمؤثر والمتفاعل على مستوى الحوض المتوسطي.
وسجل المتحدث أن مدينة تطوان مدينة ولادة معطاءة، أنجبت صفوة من المجاهدين والوطنيين الذين سطروا أسماءهم على أديم الوطن، بمداد الفخر والاعتزاز ولعبوا أدوارا ريادية وطلائعية في صفوف حركة التحرر الوطني، منهم التهامي الوزاني والمكي الناصري وعبد السلام بنونة ومحمد داوود وعبد الخالق الطريس وغيرهم كثير.
واعتبر أن الوطنيين بتطوان سعوا لتحقيق استقلال اقتصادي ومالي عن المستعمر بإنشاء معامل وطنية بسواعد وطنية كمعمل عود الثقاب ومحطة لتوليد الكهرباء، مسجلا أنه قد خرج من رحم المدينة أعمدة للدبلوماسية المغربية على مر الأزمنة والعصور.
وتم بالمناسبة، التي حضرها على الخصوص الكاتب العام لعمالة تطوان محمد علي إهوران ورئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري ورئيس المجلس الإقليمي بتطوان إبراهيم بنصبيح وعدد من المسؤولين المحليين، تسليم 3 أوسمة ملكية للمنعم عليهم من قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، وتكريم 10 من أعضاء أسرة المقاومة، وتقديم إعانات مالية لذوي حقوق أسرة المقاومة.