مشاهد بريس
“طائرات خاصة لنقل مجموعة من لاعبي المنتخب المغربي إلى الكاميرون للعب نهائيات كأس إفريقيا، لا إشكال لمن لم يستطع الالتحاق باكرا مع المجموعة، أموال الشعب موجودة لكراء طائرات خاصة والتوجه نحو فندق من خمس نجوم بخدمات باذخة وحراس شخصيين.
في المقابل، آلاف المغاربة عالقون في دول عديدة، منهم من ترك دراسته وعمله وأسرته، وملايين من أبناء الجالية حُرموا من زيارة أسرهم، ومنهم من حُرم من حضور جنازة والده أو والدته أو أخيه أو أخته، ومنهم من قضوا نحبهم في الغربة وحُرموا من أبسط حقوقهم في الدفن ببلادهم، لأن الحكومة الذكية جدا أغلقت الحدود؛ وهي الحكومة الوحيدة التي اتخذت قرارا مماثلا، في وجه المغاربة ككل وليس السياح فقط.
سيرّد أحدهم: هناك لاعبون كثر من بلدان إفريقية كثيرة سافروا في طائرات خاصة إلى الكاميرون؟ طيب.. هل حكومتهم أغلقت الحدود في وجه أبناء البلد وتركتهم عالقين، أم هذا اختراع مغربي محض بعد قرابة سنتين من انتشار المرض؟.
وحتى ولو قامت حكوماتهم بذلك.. أيّ قانون إنساني هذا الذي يحلّ على اللاعبين التنقل بحرية بطائرات خاصة ويمنع على بقية أبناء الشعب حقهم الطبيعي في احتضان أم مكلومة وطفل مفجوع؟، يبدو أنه لا مشكل عند فوزي لقجع ومن وراءه من الإنفاق بسخاء على الكرة.. لأن الركض وراء انتصار جلد مدور كفيل باستفزاز مشاعر الوطنية، وعندها لا أحد سيسأل عن مصير العالقين والممنوعين من الدخول”.
كأن لسان حال من يرسمون هذا العبث يقول: لتبقوا في مكانكم، فقط أرسلوا لما العملة الصعبة، ولا تبخلوا علينا بتحويلاتكم السخية التي بلغت 90 مليار درهم خلال 2021، فلنا منتخب له كل الأولوية. نحن في انشغال بغزوات الكرة ولا إمكانية لدينا للتفكير في معاناتكم، وطائراتنا الخاصة ليست لكم.. فتلعنوا القدر الذي لم يسمح لكم بأن تكونوا لاعبي كرة، أو أطرا في جامعاتنا، أو مسؤولين لهم قدرة عجيبة على الجمع بين المناصب.
ببساطة.. ليس لدينا الوقت لكم.”