مشاهد بريس
منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، تعاني ساكنة حي الفتح بآيت ملول من مشكلة بيئية خطيرة تتمثل في وجود حفرة عميقة وسط الحي، تُعرّض حياة السكان للخطر وتهدد سلامة الأطفال خصوصاً في أوقات الذروة المدرسية.
تعود أسباب هذه الحفرة، بحسب تصريحات عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، السيد مصطفى الحجاجي، إلى مرور شاحنة ثقيلة أدت إلى انهيار غطاء الحفرة الموجودة في الأصل فوق بئر قديم. وعلى الرغم من الجهود التي قامت بها الساكنة لم يكن هناك أي تغيير يُذكر، ما جعل الوضع البيئي والصحي يتدهور مع مرور الوقت.
وأضاف الحجاجي أن اللجنة المختلطة، التي شملت السلطة المحلية ومصالح الجماعة وممثلي الشركة متعددة الخدمات، اكتشفت أن الحفرة ليست مجرد حفرة تقليدية، بل إنها فتحة عميقة تغطي بئراً قديماً بعمق يصل إلى 18 مترًا. هذه الحفرة أصبحت تشكل خطراً كبيراً على سكان الحي، لاسيما في ظل تسرب قنوات الصرف الصحي إليها، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات والقوارض في المنطقة، ما يزيد من معاناة الساكنة.
استجابة السلطة المحلية والمعوقات:
أشار الحجاجي إلى أن السلطة المحلية تفاعلت بشكل إيجابي مع الوضع، وطلبت من مصالح الجماعة الإسراع في إيجاد حل لهذه المشكلة، تجنباً لأي حوادث محتملة قد تهدد سلامة وأمن الساكنة، وخاصة الأطفال الذين يسلكون هذا الطريق يومياً في طريقهم من وإلى المدرسة. ويمثل ضعف الإنارة في الحي، حيث يعتمد الشارع على مصباح عمومي واحد فقط، خطراً إضافياً في الفترة المسائية، مما يضاعف من احتمالات وقوع الحوادث.
وفي خطوة أخرى لتخفيف المخاطر، تواصلت السلطة المحلية مع صاحب المنزل الذي تقع الحفرة أمامه، والذي أبدى استعداده للتعاون. ولكن، بحسب روايته، تفاجأ برفض رئيس الجماعة لمحاولته ردم الحفرة، وهو موقف أثار استياء الساكنة وأعاد الحوار المجتمعي إلى نقطة الصفر. وبناءً على هذا الرد، حاولت فعاليات المجتمع المدني التواصل مع رئيس الجماعة للاستفسار، إلا أنه نفى منع أي تدخل لمعالجة الوضع.
غياب الحلول يضاعف معاناة الساكنة:
وفي ظل عدم التوصل إلى حلٍ جذري حتى اللحظة، يبقى حال سكان حي الفتح على ما هو عليه، بين مخاطر صحية تهددهم جراء تسرب مياه الصرف الصحي، وخطر الحوادث الذي يتزايد يوماً بعد يوم. وتبقى المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية مطلباً ملحاً لتجنب كارثة قد تلقي بظلالها على حياة الساكنة، خاصة الأطفال.