مشاهد بريس
انطلقت، يومه السبت بمراكش، أشغال المؤتمر الوطني الـ26 لنادي “ليونس” الدولي (منطقة 416 المغرب)، وذلك بحضور عدد من الشخصيات والمسؤولين من آفاق شتى.
ويندرج هذا المؤتمر في إطار الجهود الدائمة نادي “ليونس” المغرب، قصد النهوض بشكل أكبر بقيم التعاون والالتزام والتقاسم بين الأعضاء، خدمة للعمل الإنساني لفائدة المعوزين والفئات الاجتماعية الهشة.
وفي كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء، ذكر حاكم منطقة 416 لنادي “ليونس” المغرب، السيد كريم الصقلي، بمختلف المبادرات الهيكلية أو على أرض الواقع، المتخذة خلال ولايته، لاسيما توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف السيد الصقلي أن النادي استطاع عبر هذه المبادرات، تمكين المؤسسات التعليمية العمومية، كأرضية لمبادراته الاجتماعية، من تهيئة 26 قسما للتعليم الأولي، وبرنامج زرع القوقعات لفائدة الأطفال الصم الذي يسهر عليه نادي “ليونس” بالرباط، ومؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، وشركاء آخرين لأزيد من 800 طفل يعانون من الصمم على الصعيد الوطني وينحدرون من أسر مهمشة، إلى جانب فتح فضاءات تعليمية لاستقبال الأطفال.
وتابع أن “منطقة 416 المغرب” استطاعت أن تحصل على دعم مالي بقيمة 432 ألف دولار أمريكي من قبل مؤسسة “ليونس كلوب” الدولية، ومليوني درهم من جهة الشرق ووكالة تنمية الشرق لتجهيز كافة أقاليم الجهة بالتجهيزات لمعالجة اعتلال الشبكية السكري.
كما ذكر بأن ولاية جهة مراكش آسفي منحت دعما ماليا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمبلغ 350 ألف درهم موجهة لاقتناء حافلة صغيرة لنقل الأطفال في وضعية إعاقة نحو المدرسة.
من جانبه، أكد السيد خليل الهاشمي الإدريسي، فريق الريادة العالمي بـ”ليونس” المغرب – الحاكم السابق لنادي “ليونس” الدولي، أن “عمل الجمعية يتطور حاليا في بلد يفكر ويناقش النموذج التنموي الجديد”، مسجلا أن أعضاء النادي يشكلون جزءا لا يتجزأ من هذا النقاش الوطني الحيوي.
وقال السيد الهاشمي الإدريسي “تكفي الملاحظة فقط (…) منذ 16 سنة خلت، كيف تملك ليونس المغرب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كمبادرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وحملوا جماعيا أهدافها ومبادراتها، وذلك في كافة جهات المغرب”.
وأشار إلى أن حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “مرضية” على أكثر من صعيد، في مجالات متعددة من قبيل الصحة والتشغيل والطفولة والشباب والتعليم الأولي، وغيرها من المجالات.
وقال “نحن منخرطون اليوم، مثل البلد بأكمله، في النقاش حول النموذج التنموي الجديد. سنأخذ نصيبنا وسنتحمل مسؤولياتنا”، مشددا في هذا الصدد، على محتوى المحور الثالث لتقرير النموذج التنموي الجديد حول “فرص الإدماج للجميع ورابط مجتمعي قوي” يتوزع بين عدد من الجوانب، لاسيما الجانب المتعلق بـ”ضمان أساس للحماية الاجتماعية الذي يعزز الصمود والإدماج ويجسد التضامن بين المواطنين”.
وعبر السيد الهاشمي الإدريسي عن امتنانه العميق لحاكم المنطقة 416 المغرب للعمل المبذول خلال ولايته.
وفي كلمة باسم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تم التنويه بانخراط صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، في العمل الاجتماعي والخيري، ودعم الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة، خاصة الأطفال الصم والبكم.
وتم التركيز على توقيع اتفاقيتي الإطار للشراكة والتعاون بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وكل من مؤسسة للا أسماء للصم وجمعية نادي “ليونس” المغرب من أجل “النهوض بمجال التربية الدامجة”.
وذكرت الكلمة بأن المغرب أصبح يتوفر اليوم على إطار حقوقي وتشريعي يجسد الإرادة السياسية والرغبة المشتركة للدولة والمجتمع في ضمان الحقوق الأساسية لهذه الفئة، وتأهيلها للاندماج الاجتماعي، وإتاحة الفرصة للاستفادة من مؤهلاتها في البناء المشترك للوطن.
وأشارت إلى أن دستور المملكة يتضمن أحكاما تروم حظر ومكافحة كافة أشكال التمييز على أساس الإعاقة، وتسعى إلى إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة الاجتماعية والمدنية، وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف بها للجميع، بما فيها الحق في التعليم الجيد الميسر الولوج.
وتمت الدعوة إلى الانخراط الكامل في هذا الورش، والمساهمة من خلاله جميعا في تأمين الحق في التعليم لهذه الفئة من الأطفال، وترسيخ مغرب الديموقراطية والمساواة، ومغرب جدير بجميع بناته وأبنائه، ويتمتع فيه الجميع بنفس الحقوق والواجبات.
يذكر أن أشغال المؤتمر 26 لنادي ليونس الدولي (منطقة 416 المغرب)، سبقها تكوين حول عدد من المواضيع على صلة بالريادة والأخلاقيات.
وتميزت أقوى لحظات هذا المؤتمر بانعقاد الجمعية العامة لنادي “ليونس” المغرب، حيث تضمن جدول أعمالها عرضا للتقرير الأدبي والمالي وحصيلة الأنشطة حسب الجهات.